ما وراء الخبر

وفد مصري في طرابلس لأول مرة منذ 6 سنوات.. لماذا الآن؟

قال مدير المركز الليبي للبحوث والتنمية، السنوسي بسيكري، إن زيارة الوفد المصري إلى طرابلس تعني تغير موقف القاهرة تجاه ليبيا.

وأضاف -في حديثه لحلقة (2020/12/27) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن أهم أسباب تغيير الموقف المصري هو فشل الحملة العسكرية التي قادها اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة الليبية طرابلس، بالإضافة إلى ارتمائه في أحضان روسيا، وهو الأمر الذي سبب الحرج للقاهرة مع الحلفاء الأوروبيين والأميركيين.

وتابع أن القاهرة لم تعد ترى في حفتر حليفا قويا يمكن الاعتماد عليه، بل تحول إلى عبء، لذلك ترى مصر أنه من المهم لها الاضطلاع بدور جديد في ليبيا، منوها إلى أن اشتراط الوفد المصري سرية الزيارة دليل خجل من مواقفهم السابقة تجاه ليبيا وشعبها، وأنها تريد تحقيق مكاسب من الزيارة مثل تطوير العلاقات مع حكومة الوفاق.

وكان وفد مصري يضم مسؤولين من الخارجية والمخابرات قد أنهى زيارة للعاصمة الليبية، هي الأولى لوفد رسمي إلى طرابلس منذ 6 سنوات. وقال مصدر من حكومة الوفاق الوطني في ليبيا -للجزيرة- إن الزيارة ناقشت الوضعين الأمني والسياسي، وإنها بداية لعودة العلاقات الطبيعية بين البلدين.

في المقابل قال رئيس تحرير صحيفة "المشهد" الأسبوعية، مجدي شندي، إن تزامن زيارة الوفد المصري إلى طرابلس مع زيارة وفد تركي ليست من قبيل المصادفة، بل إنها تهدف إلى إخماد التوتر في ليبيا، كما عبّرت مصر عن سعادتها بما توصل إليه الفرقاء هناك في جولات الحوار.

وأضاف أن مصر لا تسعى إلى الترويج للواء المتقاعد خليفة حفتر، بل تريد إحلال السلام في ليبيا لأن ذلك يعود عليها بالنفع الكبير ويخدم الأمن القومي للبلدين، مشيرا إلى أن القرار المصري في ليبيا مستقل وبعيد عن الإمارات على الرغم من وجود تنسيق وتحالف بينهما.

وتابع أن الدور المصري في ليبيا بنّاء ومهم، ودعا إلى الحوار بين أطراف النزاع، معتبرا أن ذلك مخالف للموقف التركي الذي أطلق التهديدات ضد طرف من أطراف النزاع الليبي.

وحسب مصدر من حكومة الوفاق الليبي، فإن الوفد المصري كان قد طلب عدم الكشف عن أي معلومات بشأن الزيارة إلى حين انتهائها حيث استمرت يوما واحدا، وجاءت بعد 6 أعوام من آخر تواصل على هذا المستوى بين القاهرة وطرابلس.