ما وراء الخبر

شركات كبرى ترفع دعوى قضائية ضد مجموعة إسرائيلية.. كيف تمت القرصنة؟ وتخدم مصالح من؟

التحقت شركات تكنولوجيا ومعلومات أميركية كبرى -بينها غوغل ومايكروسوفت- بدعوى شركة فيسبوك ضد مجموعة “إن إس أو” (NSO) الإسرائيلية المتخصصة في تطوير برامج التجسس.

وبهذا الصدد، تابع برنامج "ما وراء الخبر" (2020/12/22) اتهام الشركات الأميركية المجموعة الإسرائيلية باختراق برنامج "واتساب" المملوك لفيسبوك، وقرصنة معلومات نحو 1400 شخص، بينهم ناشطون وصحفيون.

من جهته، قال بيل مارزاك خبير الأمن السيبراني في مختبر "سيتيزن لاب" بجامعة تورنتو في كندا إن هذه الشركات التكنولوجية الضخمة طالما نظرت إلى مشكلة شركات التجسس والمراقبة وقاربت الموضوع من وجهة نظر الثغرات أو برمجيات التجسس فقط، ولكن الآن أصبح التهديد أكبر بكثير من البرامج البسيطة، لأن الأمر يتعلق بالشركات المنتجة لبرامج التجسس.

وبشأن الأمن السيبراني ومسؤولية الشركات التكنولوجية فيما يتعلق بضمان الأمن والخصوصية للعملاء، أوضح مارزاك أنه من الصعب جدا إنتاج برامج أو أجهزة إلكترونية بدون ثغرات، معتبرا أنه من المهم التركيز على نماذج العمل التي تحاول رصد الثغرات التكنولوجية لتقويض عمل الشركات التكنولوجية الكبرى.

أما من الناحية القانونية فأوضح المستشار بروس فاين مساعد نائب وزير العدل الأميركي سابقا أن الشركة المتهمة في هذه القضية ضخمة، وأن القيام ببناء برنامج تجسسي بهذه القوة يتطلب الكثير من الموارد المالية والخبرات البشرية.

وأشار إلى أن الشركات التكنولوجية تتصرف نيابة عن العملاء الذين وقعوا ضحية للاختراق، معتبرا أنه من الأساسي أن تمنح الشركات التكنولوجية القدرة على حماية عملائها، لأن الفرد ليست لديه القدرة على التصدي لهذه الاعتداءات.

احتيال وخرق
كما أوضح فاين أن شركة "إن إس أو" غضت الطرف قصدا عن طبيعة القضية التي يمكن وصفها بالاحتيال في مجال الحاسوب بموجب القوانين الأميركية، فعدم وجود مثالية لعمل البرمجيات لا يعطي الحق لشركات أخرى بخرق القانون، ولذلك يمكن أن تتدخل الحكومة الأميركية في هذه الدعوى القضائية أيضا دفاعا عن هذه الشركات التي تشكل جزءا أساسيا من الاقتصاد الأميركي ومهمة للمصالح القومية.

وعن سبب تسليط الضوء بشكل كبير على برامج التجسس، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي محمد المنشاوي أن قضية التجسس أصبحت محط اهتمام الإعلام نتيجة حالة القرصنة الكبيرة التي اخترقت فيها مؤسسات أميركية كبيرة.

كما أشار إلى أن الدعوى المرفوعة أمام المحكمة الفدرالية في سان فرانسيسكو تطالب الشركة الإسرائيلية بالكشف عن قائمة كل عملائها الذين يستخدمون تكنولوجيتها، وأيضا قائمة المستهدفين من هذه التكنولوجيا.

وعلى هذا الأساس سيتم فضح العملاء المقبلين على هذه التكنولوجيا المضرة، والتي قد تتسبب في مقتل الأبرياء، معتبرا أن الكشف عن أسماء العملاء سيكون ضربة كبيرة للشركة وعملائها، مشيرا إلى أن أهم العملاء في منطقة الشرق الأوسط هي الإمارات.