ما وراء الخبر

بعد تصريح بايدن بعزمه العودة للاتفاق النووي.. كيف تبدل الموقف الأوروبي؟

قال ماتياس برغمان رئيس تحرير صحيفة هندرسبان الألمانية إن الموقف الأوروبي لم يتغير بشأن العودة للاتفاق النووي مع إيران، بعد إعلان الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن عزمه العودة لهذا الاتفاق.

وأوضح برغمان، في تصريحات لحلقة "ما وراء الخبر" بتاريخ (2020/12/21)، أن بيان دول (4+1) التي أبدت فيه تمسكها بالاتفاق النووي، باعتباره ضمان أمن المنطقة والعالم ووضع حد لانتشار الأسلحة النووية، إنما يعكس الموقف الأوروبي تجاه الموافقة على الاستمرار بخطة العمل ذاتها مع طهران، وهي الخطة التي كانت ألمانيا قد طالبت بتعديلها.

لذلك -وحسب برغمان- فإن رأي الأغلبية ممثلا بالمفوضية الأوروبية وبقية الدول انتصر على الرأي الألماني، وتم الاتفاق على الإبقاء على الخطة نفسها وإضافة بنود لها بوقت لاحق حسب ما يستجد من أوضاع وظروف.

وكان وزير الخارجية الألماني قد أكد قبل أيام صعوبة العودة للاتفاق النووي بصيغته التي تم التوصل لها عام 2015، كما أكد الأوروبيون الحاجة لمناقشة بعض الأمور وإضافة بنود أخرى تضمن عدم امتلاك طهران للسلاح النووي.

وأكد برغمان أن الأوروبيين متفائلون بأن يشهد الملف النووي الإيراني تحلحلا إيجابيا بعد تولي بايدن الحكم، لكنهم لا يستطيعون التنبؤ حتى اللحظة بحجم هذا التغيير، وفيما إذا كان بايدن سيتخلى عن كل أو بعض العقوبات التي فرضها ترامب على طهران، وسيقرر الإفراج عن أموالها التي احتجزها.

بدوره شدد حسن أحمديان أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة طهران على أن بلاده لن تقبل التفاوض على (بنود) الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه بعد مفاوضات طويلة وشاقة عام 2015.

إعلان

غير أن الأستاذ الجامعي أكد استعداد طهران للتراجع عن بعض الخطوات التي اتخذتها بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق عام 2017، لكنه أكد أن أي تراجع سيحدث خطوة بخطوة، أي أن إيران لن تتراجع عن أي إجراء اتخذته إلا بعد أن تبدي أولا دول التفاوض خطوة حسن نية من جانبها، مشيرا إلى أن إيران تعاملت عام 2015 من منطلق حسن النية التام، وتفاجأت بتخلي واشنطن عن الاتفاق برمته، والآن تعلمت إيران الدرس ولن تقع في الخطأ مرة أخرى.

بدورها تحدثت فاطمة الصمادي الباحثة الأولى بمركز الجزيرة للدراسات عن حوار داخلي في إيران بشأن طريقة التعامل المثلى مع الملف النووي، وأشارت لوجود وجهات نظر مختلفة بشأن طريقة التعامل هذه، ومحاولة كل طرف فرض وجهة نظره.

لكن الباحثة أكدت أن طهران لا تفكر بتاتا الانسحاب من الاتفاق النووي، وأن ما يصدر عنها من مواقف ينحو نحو التصعيد السياسي إنما يأتي في إطار المناورات مع الدول المعنية بالملف النووي، وأحيانا يكون التصعيد انعكاسا لاختلاف وجهات النظر بالداخل الإيراني.

وقالت أيضا إن أمورا كثيرة تغيرت بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2017، ومن أبرزها تطبيع بعض دول الخليج مع إسرائيل، وهو أمور ستأخذها إيران في اعتبارها عند التفاوض مع الولايات المتحدة خاصة أن العلاقة بين البلدين فيها الكثير من الإشكاليات التي لا تقف فقط عند الملف النووي.

ورأت الباحثة أن جلب إسرائيل لمنطقة الخليج العربي لن يساهم باستقرار المنطقة، وإنما سيجعل من الدول المطبعة أداة لتحقيق رفاه إسرائيل الاقتصادي، وستتحول هذه الدول لساحات معارك بين تل أبيب وطهران.