ما وراء الخبر

عباس كامل ذهب للقاء حفتر وعقيلة صالح.. لماذا الآن؟

قال رئيس تحرير “المشهد” الأسبوعية المصرية مجدي شندي إن أهداف زيارة رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل إلى ليبيا تأتي لإعطاء دفعة جديدة للجهود السلمية لوقف إطلاق النار، والتوصل إلى اتفاق سلام.

ومضى شندي يقول، في حديثه لحلقة (2020/12/20) من برنامج "ما وراء الخبر"، إن القاهرة تريد إزالة كل العراقيل التي تضعها بـ "عض الأطراف" أمام تقدم عملية السلام، ومد يد العون للمضي في المحادثات المعقدة والتي لم يصل فيها الفرقاء الليبيون إلى تسمية من يشغر المناصب الحساسة خصوصا الاقتصادية والسياسية، حسب قوله.

وأكد أن مصر تبحث عن التوافق الليبي، دون أن تميل لطرف على حساب آخر، وقال في تلميحات على الدور التركي إن بلاده لم ترسل المرتزقة إلى ليبيا ولم تعلن تحيزها لطرف ضد آخر، بل إنها على العكس تنسق مع كل الأطراف في ليبيا وعلى مستويات عدة.

وكان اللواء كامل قد أجرى محادثات في بنغازي شرقي ليبيا مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق عقيلة صالح، وقالت مصادر ليبية إن المحادثات تناولت ملفات أمنية والتطورات السياسية الليبية.

لكن حافظ الغويل الباحث بمعهد السياسات الخارجية بجامعة جونز هوبكنز فند كل تصريحات شندي، وأكد أن القاهرة دعمت منذ البداية اللواء المتقاعد، وأن الطائرات الإماراتية التي استخدمها حفتر في حربه ضد الحكومة الشرعية كانت تصل عبر الأجواء والأراضي المصرية، كما أشار إلى تهديد النظام المصري أكثر من مرة بالتدخل العسكري في ليبيا بحجة التفويض الذي حصل عليه من بعض القبائل الليبية.

وشدد الباحث الليبي على أن مصر لعبت دورا غير سوي في أزمة ليبيا، وكانت تميل للموقف الإماراتي التخريبي فيها، ورفض المقارنة بين الدور المصري "التخريبي المنحاز" والدور التركي الذي دعم الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، وليس الانحياز لحفتر الذي يقود جيشا من المرتزقة ويستخدم أسلحة إماراتية.

وقد شهد الملف الليبي خلال الأيام الماضية عدة تحركات بعد تعيين نيكولاى ملادينوف مبعوثا أمميا إلى ليبيا، بالإضافة إلى إعلان البعثة الأممية عن تشكيل لجنتين استشارية وقانونية لتقريب وجهات النظر في ملتقى الحوار السياسي الليبي حول تحديد آلية اختيار السلطة التنفيذية الجديدة ولترتيب إجراء انتخابات عامة.

من جهته قال الخبير في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام إن المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا يحظى بدعم من الاتحاد الأوروبي لأنه من بلغاريا العضو بالاتحاد، كما يحظى بدعم روسي لأن موسكو سبق وأن عينته مبعوثا أمميا إلى فلسطين، كما أنه يحظى بدعم واشنطن أي أنه يحظى بدعم جميع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، مما يمنحه فرصة تاريخية واستثنائية لإحداث إنجاز إيجابي على الأرض.

وأضاف صيام أن المبعوث الجديد سيبني على ما وصلت إليه ستيفاني وليامز المبعوثة الأممية السابقة إلى ليبيا، في الشأن السياسي والعسكري، على الرغم من وجود بعض العقبات وأهمها استمرار وجود المرتزقة هناك، مؤكدا وجود توافق مصري تركي حول ليبيا بالإضافة إلى رغبة أوروبية لأنهاء الصراع هناك.