ما وراء الخبر

ملامح خطة بايدن تجاه ملف إيران النووي.. تصعيد أم احتواء؟

قال عضو مجلس العمل الدبلوماسي الأميركي توماس كونتريمان إن تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن واضحة تجاه الملف النووي الإيراني منذ عام 2015، وهو يؤيد خطة العمل المشتركة للسلام في المنطقة.

وأضاف -في حديثه لحلقة (2020/12/2) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن بايدن يرى أن أولويته القصوى هي منع إيران من العودة إلى برنامجها النووي لأن هذا سيؤدي إلى تقويض الاستقرار في كل دول المنطقة، وعلى الإدارة الأميركية المقبلة رفع العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وتابع أن بايدن يتحدث عن طموحات بعيدة الأمد تقضي بحل للمشكلات بين إيران وأميركا ودول المنطقة، كما أنه سيستخدم إستراتيجية جديدة للتعامل مع إيران مغايرة لسياسة ترامب تجاه هذا الملف.

وكان الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن قال إن أفضل طريقة لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط هي التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، مؤكدا أن واشنطن، وبالتشاور مع حلفائها ستشارك في مفاوضات وستتابع الاتفاقيات التي من شأنها تشديد وإطالة القيود النووية لإيران ومعالجة برنامجها الصاروخي.

في المقابل، قال الباحث المتخصص في القضايا الإقليمية والإستراتيجية حسين رويوران إن السلوك الأميركي يحكم بمدرستين، الأولى الجمهورية وهي مندفعة وتنتهج الحروب مقابل المدرسة الديمقراطية التي تسير بالنهج الواقعي من خلال التفاوض، وإعلان بايدن هو امتداد لسلوك الرئيس الأميركي الأسبق بارك أوباما الذي وقّع الاتفاق النووي مع إيران.

وأضاف أن حديث بايدن عن اتفاق جديد لا يعني إيران لأنها تريد رفع العقوبات والعودة إلى الاتفاق السابق والسير عليه، مؤكدا أن إيران لا تستطيع تقديم أي شيء لأميركا لأن الأخيرة تراجعت عن الاتفاق السابق، وينبغي الأخذ بالاعتبار أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية على بعد 7 أشهر وبعدها يمكن معرفة القرار الإيراني تجاه هذا الملف وليس الآن.

بدورها قالت الباحثة الخبيرة في الشأن الإيراني فاطمة الصمادي إن إيران لديها مفهوم خاص عن التفاوض يختلف عن المفهوم الأميركي، حيث ترى طهران أن أي تفاوض مقبل لن يشمل البرنامج الصاروخي الإيراني، بل سيقف عند البرنامج النووي الإيراني، كما أن إيران مستعدة للتفاوض مع الإقليم لكنها لن تخلطه مع التفاوض الدولي.

وأضافت أن حديث بايدن عن ضرورة إشراك الإقليم في العملية التفاوضية يعني إنتاج اتفاق جديد وليس العودة إلى السابق، وترى إيران أن الحوار في الإقليم يمكن أن يتم عبر الدول المتقاربة معها مثل تركيا وقطر والعراق، وقد أرسلت طهران رسائل عدة بهذا الخصوص منها إمكانية التوصل إلى حل سياسي في اليمن.

من جانبه قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الولايات المتحدة فشلت في حربها الاقتصادية ضد بلاده، وإن العام المقبل سيشهد نهاية سياسة الضغوط القصوى الأميركية على البلاد حسب قوله.