ما وراء الخبر

المؤسسات الأميركية الحيوية ضحية هجوم إلكتروني.. ما الدلالات؟ ومن المنفذ؟

قال المحاضر في الأمن السيبراني بجامعة لندن جيمس شيرز إن الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها وزارات ومؤسسات أميركية إستراتيجية نموذج لإحدى أكثر الهجمات خطورة بهدف الحصول على معلومات وخرق الأنظمة.

ووصف شيرز -في حديث حلقة (2020/12/16) من برنامج "ما وراء الخبر"- الهجوم بالدقيق والذي ينم عن براعة منفذيه، معتبرا أنه هجوم تقف وراءه دولة وليس مجرد أفراد.

وأوضح أن المهاجمين استهدفوا المؤسسات الأميركية بشكل غير مباشر باختراقها من خلال شركات تُقدّم خدمات إلكترونية لهذه الوزرات، وقد استخدموا برمجيات مُحمّلة بالفيروسات لم تبدأ عملها إلا بعد أسبوعين من بداية الاختراق خشية اكتشاف أمرهم.

وأضاف أنه ينبغي على السلطات الأميركية أخذ الهجمات على محمل الجد لمعرفة المعلومات التي تم الحصول عليها عبر الهجمات والمواقع التي تم اختراقها، وكيفية الرد على هذه الهجمات وتجنب وقوعها مجددا.

ويبحث مجلس الأمن القومي الأميركي خيارات الرد على الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها مرافق رسمية أميركية شملت وزارات ومؤسسات إستراتيجية بينها -حسب وسائل إعلام- وزارات الدفاع والخارجية والخزانة والتجارة والأمن الداخلي، إضافة إلى مؤسسات أميركية أخرى عامة وخاصة.

وقطع مستشار الأمن القومي زيارة كان يقوم بها إلى أوروبا، وعاد إلى واشنطن، في وقت حمّل نواب أميركيون روسيا مسؤولية تلك الهجمات.

من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون إنه يبدو أن الهجمات الإلكترونية كانت متطورة وناجحة للغاية.

وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" (CNN) الإخبارية، أضاف بولتون أن الجهات المعنية لن تكشف للعامة مدى الضرر الذي ألحقته الهجمات بتلك الوكالات. كما أشار إلى أن ما حدث يمثل تحديا لإدارة الرئيس المنتخب جو بايدن.

نفي روسي

في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده لم تتلق أي طلب رسمي من واشنطن بشأن الاتهامات بالوقوف وراء هجمات القرصنة الإلكترونية الأخيرة.

واعتبر لافروف أن اختيار بعض الدول الغربية لتوجيه الاتهامات بهذا الشكل إلى روسيا، عبر وسائل الإعلام، دليل على غياب المعايير الأخلاقية ومهارات العمل الدبلوماسي لديها، وفق تعبيره.

من جهته، حمل كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ مارك وورنر روسيا مسؤولية الهجمات السيبرانية الأخيرة. وأشاد -خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن"- بمدير وكالة الأمن السيبراني المقال كريس كريبس، كما عبر عن قلقه من عدم تنديد الرئيس دونالد ترامب بما وصفها "الأفعال الروسية".

في المقابل، أقر أندريه فيودوروف نائب وزير الخارجية الروسي الأسبق -في حديث لحلقة "ما وراء الخبر"- بوجود قراصنة روس، إلا أنه نفى أن يكونوا تحت سيطرة الحكومة أو يعملون لصالحها.

وأضاف فيودوروف أن القرصنة أصبحت عملية تجارية، وأن الهدف منها ليس الحصول على المعلومات وإنما إيجاد ثغرات في الأنظمة.

من جهته، اعتبر الباحث في شؤون الأمن والإستراتيجية بالمجلس الأطلسي كريستوفر هنتر الهجوم الإلكتروني الأخير "الأكبر في العصر الحديث" متهما روسيا بالوقوف وراءه، ومؤكدا في الوقت نفسه أنها ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها موسكو الولايات المتحدة.