ما وراء الخبر

مجرد ذريعة أم ضغط من الكونغرس.. ما الذي جعل أميركا تفرض عقوبات على تركيا؟

اعتبر المحلل السياسي والخبير الأمني والإستراتيجي يوسف ألاباردا أن فرض واشنطن عقوبات على أنقرة لا يرتبط أساسا بمنظومة الدفاع التي اشترتها تركيا.

وأضاف في تصريحاته لبرنامج "ما وراء الخبر" (2020/12/15) أن أميركا حاولت احتواء تركيا ليس فقط عن طريق السيطرة على محاولات شراء الأسلحة، ولكن في مناطق عديدة في الشرق الأوسط لإحكام سيطرتها عليها، وبالتالي هذه المنظومة ما هي إلا ذريعة لفرض عقوبات على تركيا.

وكانت أنقرة قد أكدت أن العقوبات الأميركية عليها تهز كل قيم التحالف بينها وواشنطن، وأنها تقوض الثقة بين الحلفاء في حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO). وكانت واشنطن قد فرضت عقوبات على هيئة الصناعات الدفاعية التركية وكبار مسؤوليها على خلفية شراء تركيا منظومة الدفاع الروسية "إس-400" (S-400).

وأضاف ألاباردا أن تركيا لن تصعّد في الموقف وستنتظر وصول إدارة بايدن إلى سدة الرئاسة من أجل فهم المشكلة وما إذا كانت هناك إمكانية لحلها، موضحا أن تركيا ستبدأ بتخفيف التصعيد مع الإدارة القديمة، ولكنها ستستمر في بناء دفاعاتها العسكرية.

ضغط الكونغرس

في المقابل، أوضح ريتشارد وايتز الخبير في الشؤون الأمنية بمؤسسة ويكي ستراد، أن توقيت فرض العقوبات يرتبط بضغط الكونغرس الأميركي على الإدارة، موضحا أن العقوبات كانت توضع لأي دول تشتري أسلحة من روسيا.

ولكن عندما قامت تركيا بذلك أخرت الإدارة الأميركية فرض هذه العقوبات من أجل محاولة حل تلك الخلافات، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأميركي مايك بوميو أوضح أن الوقت غير مرتبط بالتشريع، ولكن الأمر تطلب منهم وقتا طويلا لأخذ القرار، خاصة وأنه كان من المتوقع فرض هذه العقوبات منذ وقت طويل.

وذهب وايتز إلى أن طبيعة التشريع هي التي تحكم هذه القضية، إذ تبنت أميركا فرض عقوبات على أي بلد يشتري كمية مهمة من الأسلحة الروسية بعد فرض هذا التشريع.

وأوضح أن العقوبات لم تطبق على اليونان لأنها اشترت الأسلحة قبل سنوات عدة، كما تم تطبيق العقوبات على الصين لشرائها منظومات دفاعية منها، مشددا على أن أي دولة أخرى سيطبق عليها التشريع ما دام لم يتم تعديله، ولذلك فالأمر لا يتعلق بمبررات فقط.

من جانبه، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف العقوبات الأميركية على تركيا بسبب شرائها منظومات إس-400 الصاروخية الروسية. ووصف لافروف، في مؤتمر صحفي، تلك العقوبات بأنها غير شرعية وأنها من أوجه تعامل واشنطن المتعالي تجاه القانون الدولي، وفق تعبيره.