ما وراء الخبر

تزامنا مع الانتخابات الأميركية.. ما السر وراء فرض ترامب عقوبات جديدة على إيران؟

قال الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي إن العقوبات الأميركية المفروضة على إيران تمر بمرحلتين، تتمثل أولا في الضغط الأقصى لجر طهران إلى طاولة المفاوضات.

أما المرحلة الثانية -كما جاء في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2020/11/19)- فهي الرغبة في عرقلة مشروع الرئيس المنتخب جو بايدن الراغب في ترطيب العلاقات مع إيران وحلحلة الملف النووي، لذلك يرغب ترامب في زيادة هذه العقوبات التي ستكلف بايدن غاليا.

وأضاف أن إيران لم تتخل عن التزامها بالاتفاق النووي، ولكنها علقت بعض البنود لأن أميركا انسحبت منه بصورة غير قانونية، موضحا أن الإستراتيجية الإيرانية تسعى إلى المقاومة والاستمرار في توسيع ارتباطاتها مع دول أخرى بعيدا عن أميركا والاتحاد الأوروبي.

ضغوط قصوى

في المقابل، قال كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية جيمس روبنز إن العقوبات الجديدة تأتي ضمن سياسة الضغوطات القصوى التي تمارسها الإدارة الأميركية ضد إيران، معتبرا أن إدارة دونالد ترامب تعتقد أنها ستأتي إلى عهدة رئاسية ثانية، ولكن إذا صار جو بايدن رئيسا فإن الأمور ستتغير.

وأضاف أن الهدف من حملة الضغط الأقصى هو حمل إيران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق جديد بين الدولتين، وربما الاتحاد الأوروبي أيضا، مشيرا إلى أن إيران لم تقبل يوما أن تتفاوض مع إدارة ترامب وتأمل أن تنتهي عهدته في يناير/كانون الثاني المقبل.

سعي أوروبي

من جهتها، أوضحت أستاذة العلاقات الدولية جولي نورمان أن الشركاء الأوروبيين حافظوا على التزاماتهم بالاتفاق النووي ولكنهم شعروا بخيبة أمل بعد انسحاب أميركا، ولذلك اعتبروا أن حملة الضغوطات القصوى تضر بالاقتصاد الإيراني دون العودة إلى طاولة المفاوضات ولا التمكن من عرقلة البرنامج النووي، ولذلك تحاول الدول الأوروبية أن تتوصل إلى اتفاق جديد مع الإدارة الأميركية الجديدة.

وأضافت أن الدول الأوروبية ترى أنه من الصعب على الإدارة الأميركية الجديدة أن تضع حدا لهذه العقوبات، لأنه سيكون من الصعب رفعها في المستقبل.

يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية فرضت عقوبات جديدة على عشرات الكيانات والأفراد المرتبطين بإيران في خطوة أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أنها تشكل جزءا من ضغوط لإنشاء شرق أوسط جديد يجمع المتضررين مما وصفه بالعنف الإيراني، وهو ما اعتبرته طهران مجرد حرب نفسية ضد الإيرانيين.