التنافس الروسي التركي.. هل يفشل اتفاق وقف إطلاق النار في قرة باغ؟
ورأى أبو نوار في تصريحاته لحلقة (2020/11/17) من برنامج "ما وراء الخبر" أن حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن التوصل لتفاهم شامل ودائم بين أذربيجان وأرمينيا بشأن إقليم قره باغ هو أمر مفرط في التفاؤل، وأنه من الأجدى الآن بحث إمكانية صمود التفاهم الأخير، الذي تم التوصل إليه بين الطرفين برعاية موسكو، وأدى إلى وقف الحرب بين البلدين.
وحسب الخبير العسكري، فإن مشكلة صمود الاتفاق واستمراريته تتعلق بالدرجة الأولى بالطبيعة التنافسية للعلاقات التركية الروسية؛ ففي الوقت الذي ترى فيه تركيا أن انتصار حليفتها أذربيجان في الحرب يشكل بوابة لها للانفتاح على الكثير من مناطق العالم، فإن موسكو لها مطامع سياسية ووجودية في هذه المنطقة.
ومع أن تركيا كان لها دور كبير في انتصار أذربيجان بالحرب، فإن موسكو -وفقا لوجهة نظر أبو نوار- استطاعت أن تسوّق نفسها أمام العالم بأنها الراعية السياسية للاتفاق والتفاهم بين البلدين المتحاربين، وأنها تطمح بعد نشر قواتها لحفظ الأمن بين البلدين إلى الحصول على مباركة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لوجودها العسكري في هذه المنطقة، الأمر الذي يفتح لها الباب واسعا للقيام بعملية قضم للأراضي، كما فعلت بدول سابقة في القرم وجورجيا.
كما تحدث أبو نوار عن تنافس البلدين في قضايا الطاقة والغاز، وقضايا تجارية أخرى، وهي أمور من شأنها أن تهدد الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن الإقليم.
ومع أن الباحث في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية سيرغي ماركيدنوف أقر بوجود خلافات سياسية كثيرة بين موسكو وأنقرة في العديد من مناطق العالم، فإنه أكد أن البلدين تربطهما مصالح كبرى، وأنهما يدركان الخطوط الحمراء التي لا يجوز تجاوزها من قبل أي طرف منهما.
من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية يوسف الأباردا قناعته بإمكانية نجاح وديمومة الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين أرمينيا وأذربيجان، إذا التزم كلا الطرفين ببنود الاتفاق.
وأعرب عن قناعته بالتزام الطرفين، كون الاتفاق أنصف أذربيجان في معظم بنوده، وأعاد لها أراضيها المحتلة منذ نحو 3 عقود، كما أن أرمينيا خسرت كثيرا على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية بسبب الحرب؛ وبالتالي هي لا تريد أن تعيد الكرة.
وفي ما يتعلق بعلاقات موسكو وأنقرة، فأكد أن الطرفين حريصان على عدم تجاوز الخطوط الحمراء في ما بينهما؛ حفاظا على مصالحهما العليا المشتركة، رغم وجود خلافات سياسية في مواقفهما من الكثير من القضايا الدولية.