ما وراء الخبر

الخرطوم تؤكد: حلايب سودانية.. ما علاقة إسرائيل؟

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي السوداني شوقي عبد العظيم ظهور منطقة حلايب وشلاتين في خرائط إسرائيلية للسودان مؤشرا على اعتراف تل أبيب بسودانيتها.

لكن عبد العظيم استبعد -في حديثه لحلقة (2020/10/30) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن تكون قضية حلايب وشلاتين قد طرحت في المفاوضات التي أجريت مؤخرا مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأضاف عبد العظيم أن قضية حلايب وشلاتين مطروحة منذ زمن ضمن السياسة السودانية، مشيرا إلى أن تصريحات وزير الخارجية السوداني المكلف جاءت في إطار إجابته على سؤال في مؤتمر صحفي.

وأوضح أن حديث وزير الخارجية عن أن هذه القضية لن تؤثر على العلاقات مع القاهرة يدل على أن بلاده ستتخذ خطوات قانونية لحل النزاع، مستبعدا أن تكون القضية قد طرحت في المباحثات مع واشنطن وتل أبيب من أجل الضغط على القاهرة.

وكان وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين قد صرح -حسب تعبيره بالصوت العالي- بأن منطقتي حلايب وشلاتين سودانيتان، وأن بلاده ستطالب بهما دون الوصول إلى مرحلة قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر.

وفي تصريحات خلال مؤتمر صحفي، قال قمر الدين إن السودان سيطالب بمزيد من الأموال مقابل التطبيع مع إسرائيل، لأن السودان بلد غال، على حد تعبيره.

في المقابل، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي المصري منير أديب أن المسؤولين السودانيين دأبوا على التصريح بمثل هذه التصريحات عندما تتراجع شعبيتهم، مُذّكرا بأن الرئيس المعزول عمر البشير فعل ذلك من قبل مع تراجع شعبيته.

وأوضح أديب أن شعبية القائمين على الحكم في السودان تراجعت كثيرا بسبب التطبيع مع إسرائيل، واصفا هذه التصريحات بالشعبوية.

وأكد أديب أن حلايب وشلاتين كانت وما زالت وستظل مصرية وفق اتفاقات دولية وُقعت مع بريطانيا لترسيم الحدود مع السودان إبان احتلال بريطانيا لمصر والسودان.

وأوضح أديب أن خلطا حدث لدى الجانب السوداني استنادا إلى أن ناظر الداخلية المصرية سمح للقبائل السودانية بدخول منطقة حلايب وشلاتين بسبب وجود علاقات قبلية مع المصريين هناك، إلا أن السودان اعتبر -لاحقا- أنها أرض سودانية.

إعلان

واستنكر أديب أن يتم الاستناد إلى نشر إسرائيل خرائط تظهر سودانية حلايب وشلاتين، مشيرا إلى أن إسرائيل قامت على احتلال فلسطين عام 1948، الأمر الذي لا يعطيها الحق في الحديث عن حدود الدول، إضافة إلى أن الحدود المصرية السودانية رُسمت قبل إعلان دولة إسرائيل بعشرات السنين.

من جانبه، قال كبير الباحثين بالمركز الأفريقي في المجلس الأطلسي كاميرون هيدسون إن السودان في وضع وصفه بالميؤوس منه اقتصاديا، معتبرا أن اتفاقه على تطبيع العلاقات مع إسرائيل يأتي كمحاولة للحصول على دعم اقتصادي، رغم حديث الخرطوم عن أن أمر التطبيع سيستغرق أشهرا قبل البدء فيه.

واستبعد هيدسون وجود أجندة سرية لمباحثات الخرطوم مع واشنطن وتل أبيب، الأمر الذي يعني أن قضية حلايب لم تطرح خلال هذه المباحثات.

وذكّر هيدسون بأن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان تحدث قبل نحو شهر عن أن حلايب أرض سودانية، معتبرا أن الحكم في السودان يقوم على أن يخطو القادة العسكريون خطوة ثم يتبعهم المدنيون، كما حدث في مسألة التطبيع مع إسرائيل.