ما وراء الخبر

حميدتي يريد سلاما مع إسرائيل.. هل يمثل رأي كل السودانيين؟

تحدى القيادي في تحالف “نداء السودان” فتحي نوري أن يجرؤ دعاة إقامة السلام مع إسرائيل على دعوة السودانيين لاستفتاء بشأن هذا الأمر، مؤكدا أنهم ينظرون لهذه الدعوات بأنها خيانة لتاريخهم وثورتهم.

وكان محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد أكد في تصريحات صحفية مؤخرا أن السودان ماض في إقامة علاقات مع إسرائيل، وأنه لا يخشى أحدا، مبررا ذلك برغبة البلد في التخلص من مشاكله الاقتصادية والسياسية، والاستفادة من التقدم والتطور الذي وصلت إليه إسرائيل.

لكن نوري رأى أن تصريحات حميدتي لا تمثل الشعب السوداني الذي انتصر للقضية الفلسطينية، ليس من أجل "عيون الفلسطينيين"، وإنما لأجل كرامة السودان والدفاع عن قضاياه العادلة.

وأضاف نوري في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" في حلقته بتاريخ (2020/10/3) أن السودانيين قاموا بثورتهم الأخيرة وأطاحوا بنظام عمر البشير لأنهم رفضوا استمرار الدولة الدينية، متسائلا "كيف لهم أن يقبلوا الآن بإقامة دولة دينية يهودية في المسجد الأقصى المبارك؟".

لكن رئيس تحرير صحيفة "الصيحة" اليومية السودانية الطاهر الساتي شدد على أن حميدتي يمثل المجلس السيادي، وكذلك مجلس الدفاع والأمن ومجلس السلامة، وجميعها معنية بأمن السودان الإستراتيجي، لذلك فمن حق هذه المجالس بحث قرار السلم والحرب في البلاد، واتخاذ ما تراه مناسبا لمصلحة السودان.

ورفض الساتي الآراء التي تقول إن الحكومة السودانية ترفض إقامة سلام مع إسرائيل، أو إن كل قوى الحرية والتغيير ضد هذا السلام، مشيرا إلى أن الحكومة قالت إنه ليس من صلاحيتها بحث هذا الأمر خلال الفترة الانتقالية.

إعلان

وأكد أن الكثير من القوى الشبابية في السودان التي قامت بالثورة الأخيرة تؤيد السلام وتريد إقامة علاقة مع إسرائيل، وأن يقف السودان على مسافة واحدة من الجميع، بما يحقق مصالحه الخاصة، ويتوقف عن تبني قضايا الآخرين ويدفع الأثمان الباهظة من اقتصاده وأمنه.

وقال إن السودان دفع ثمنا باهظا لدعمه القضية الفلسطينية، وكان ذلك أحد أسباب وضعه على القائمة الأميركية للدول الداعمة للإرهاب.

لكن نوري رفض هذه المبررات التي يسوقها مؤيدو السلام مع إسرائيل، وأكد أن السودان قادر على تجاوز كل مشاكله الاقتصادية فيما لو طبق السياسات الحكيمة بإدارة موارده واستغلالها، مشيرا إلى أن وفرة هذه الموارد تجعل السودان سلة طعام لكل العرب.

وأكد أنه لولا فساد الإدارات التي تعاقبت على السودان لما وصلت أوضاع البلاد لما وصلت إليه اليوم، مشددا في الوقت ذاته على قناعته بأن البعض يحرص على افتعال أزمات اقتصادية للسودان، لإجبار الشعب على التفكير بقبول خيارات تعتبر بالنسبة إليه خطا أحمر عريضا لا يمكن تجاوزه مهما كان الثمن.

بدوره، أكد الكاتب والمحلل الفلسطيني محمد هواش على أن ما يدعو إليه حميدتي وبعض القوى السياسية يمثل خيانة لتاريخ الشعب السوداني، قبل أن يكون طعنة في ظهر الفلسطينيين.

وقال هواش إن الطامة الكبرى أن الولايات المتحدة أو إسرائيل أو الإمارات لم تقدم وعودا كبيرة للسودانيين لتحسين اقتصادهم فيما لو أقاموا السلام مع إسرائيل، بما في ذلك تحقيق الرخاء الاقتصادي وشطب الديون وإزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب.

وتحدث هواش عن دور تلعبه الإمارات العربية المتحدة لجر السودان إلى قائمة المطبعين مع إسرائيل، مؤكدا رفض الفلسطينيين كل المبررات التي يسوقها دعاة التطبيع العرب، وزعمهم أن ذلك يصب في مصلحة القضية والشعب الفلسطيني، وقال إن الفلسطينيين لن يقبلوا بأن يساوم أحد على حقهم.

إعلان