ما وراء الخبر

تأثير كارثي وقرارات أمنية سريعة.. كيف تتعامل فرنسا مع المسلمين بعد حادث الطعن؟

قال الأستاذ الجامعي المختص في تاريخ العلاقات الدولية فرج معتوق إن تأثير الهجوم بفرنسا على المشهد السياسي سيكون كارثيا، وعلى الجانب الأمني هناك قرارات سريعة تم اتخاذها.

وأضاف -في حديث لحلقة (2020/10/29) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن فرنسا تعتمد على ما أسماه "القرصان اليقظ" الذي يعمل على حفظ الأمن بشكل متخف في الشوارع، كما أنه سيتم تدخل قوات الجيش إلى جانب قوات الأمن للتمكن من حفظ الاستقرار بالبلاد.

وفيما يتعلق بالمشهد السياسي، أشار ضيف البرنامج إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعيش تحت ضغط كبير جدا بعد عملية اغتيال المدرس صامويل باتي، معتبرا أنه لا شيء يبرر عملية القتل، كما هو الشأن أيضا بالنسبة لقتل 3 أرواح في الكنيسة، متسائلا عن مدى ارتباط مرتكب الجريمة بقيم الدين الإسلامي الحنيف؟

واعتبر معتوق أن خطاب ماكرون -الذي ألقاه اليوم- كان متزنا، معتبرا أن هناك نوعا من الحرص في خطابه الذي تحدث عن أن الجميع متساو في "الأمة الفرنسية" مشيرا إلى أن السياق الفرنسي زاخر بالسخرية من الأديان، بما في ذلك المسيحية. ولكن هناك نوعا من الاستسهال في السخرية من الدين الإسلامي، محملا المسؤولية -فيما يتم نشره- إلى الإعلام بشكل كبير وليس الدولة لوحدها.

وكانت الحكومة الفرنسية قد أعلنت رفع حالة التأهب الأمني في البلاد إلى الدرجة القصوى، عقب مقتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في هجوم بسكين وقع قرب كنيسة نوتردام في مدينة نيس، وقالت الشرطة إنها اعتقلت المهاجم مشيرة إلى إصابته ونقله الى المستشفى.

تنديد.. توعية

وعلى الجانب الآخر، قالت الخبيرة بالشؤون الأمنية آن جيوديتشيلي إن اعتماد ما أسمته الموقف العسكري أمر مفهوم نظرا لفظاعة الاعتداءات، فمن المهم أن تظهر فرنسا قوتها، مشددة على أن الموقف الفرنسي لا يستهدف المسلمين بل هناك استغلال لهذه التطورات من قبل بعض المنظمات والمؤسسات الناشطة إسلامويا، وذلك لحشد التضامن على المستوى الدولي.

وأضافت أن كل دولة يجب أن تتخذ موقفا رسميا وواضحا تجاه هذه التطورات، منددة ببعض التصريحات التي من شأنها تأجيج الصراع.

وذهبت جيوديتشيلي إلى أن الكثير من الدول أدانت الجريمة وعبرت عن تضامنها، كما أدانت إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول، والتي من شأنها تأجيج الشارع مرة أخرى، معتبرة أنه من الضروري شرح ماهية العلمانية في فرنسا، التي قالت إنها لم تولد لمواجهة الديانات بل للعيش في المجتمع الفرنسي بغض النظر عن اختلاف الديانات.