ما وراء الخبر

إعادة تكليف الحريري برئاسة حكومة لبنان.. ما الذي تغير؟ وهل ينجح هذه المرة؟

قال الأكاديمي والناشط السياسي باسل صالح إن إعادة تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة اللبنانية بمثابة محاولة من السلطة لإعادة تدوير نفسها، معتبرا أن هناك ضوءا أخضر دوليا على اختيار الحريري.

وتساءل صالح -في حديث لحلقة (2020/10/22) من برنامج "ما وراء الخبر"- عن الذي تغير منذ انطلاق الحراك اللبناني قبل نحو عام، واستقالة الحريري على إثره، ومن ثم إعادة تكليف الحريري في هذا الوقت.

واعتبر صالح أنه يمكن النظر لإعادة تشكيل الحريري بإيجابية من زاوية أنها تعني "سقوط محاولات فرض نسخ عن الأصل كما حدث مع رئيس الوزراء المستقيل حسان دياب، ومن بعده رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب، والعودة من جديد للشكل الأصيل للطبقة السياسية، ومن ثم فلا يمكن لهم التنصل من المسؤولية".

وبعد استشارات نيابية، كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة. وقد عاد الحريري مكلفا بتشكيل حكومة لبنانية جديدة للمرة الرابعة، بترشيح من 65 نائبا من كتل تيار المستقبل وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المردة، بينما امتنع 53 نائبا عن تسمية أي شخص لرئاسة الحكومة.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي ميشال أبو نجم إن الكرة الآن في ملعب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، مشيرا إلى أن عليه أن يقدم برنامجه ورؤيته لتشكيل الحكومة وخريطة الطريق الإصلاحية التي سيسلكها.

وأضاف أبو نجم أن التيار الوطني الحر يشعر بأن هناك سعيا ممنهجا لإقصائه، ولذلك لم يسم الحريري رئيسا للوزراء، لكنه لم يغلق الباب أمام التعاون معه، ولذلك فإنه يتابع الاستشارات النيابية ليقرر خطوته المقبلة.

معايير واضحة

ورغم توقعات مراقبين بأن يواجه الحريري مهمة صعبة في ظل الانقسامات السياسية الحادة، وغضب الشارع من الطبقة الحاكمة، فإنه تعهد بعد تكليفه بأن يعمل سريعا على تشكيل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، مهمتها تطبيق الإصلاحات الواردة في المبادرة الفرنسية. وأكد الحريري عزمه على وقف ما سماه الانهيار الذي يتهدد الاقتصاد والمجتمع والأمن في لبنان.

إعلان

وهنا شدد أبو نجم على ضرورة اعتماد معايير واضحة في تشكيل الحكومة، فإما أن تكون حكومة اختصاصيين أو سياسيين أو تكنوسياسيين، على أن يشمل ذلك جميع الكتل النيابية في لبنان.

ولفت أبو نجم إلى أن التجارب السابقة لا تشجع على إطلاق الآمال بشأن تكليف الحريري بسبب ما سماه "العجز السابق في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة للاقتصاد اللبناني".

في المقابل، رأى عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل فادي سعد أن حصول سعد الحريري على 65 صوتا يعد كافيا لتشكيل الحكومة.

وذكّر سعد بأن الحريري استقال قبل نحو عام، داعيا إلى تشكيل حكومة اختصاصيين، لكن هذا لم يحدث، وجاءت حكومة حسان دياب "من لون واحد وهي الأفشل في تاريخ لبنان، وقد أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه"، على حد قوله.

وأشار إلى أن الحل يكمن في تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين يرأسها شخصية مخضرمة سياسية تستطيع إدارة الأمور كسعد الحريري.