ما وراء الخبر

بعد تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات.. من يجرؤ على شراء أو بيع الأسلحة لإيران؟

أكد الأكاديمي والباحث المختص في القضايا الإقليمية محمد صدقيان أن سياسة إيران نجحت في إفشال الخطط الأميركية لتجاوز الاتفاق النووي والقرار الأممي 2231، والسعي لتمديد حظر بيع الأسلحة لإيران.

وكشف في تصريحات لحلقة (2020/10/18) عن أن طهران بعد انتهاء قرار حظر التسلح الذي استمر 5 سنوات؛ أظهرت قدرتها على إنتاج نحو 90% من احتياجاتها من الأسلحة، الأمر الذي يعتبر صفعة للولايات المتحدة، وفشلا لكل مساعيها للحد من قدرة إيران على التسلح.

ومع انتهاء قرار الحظر الأممي فجر اليوم الأحد، أكد صدقيان أن العديد من الدول الأوروبية تقدمت لطهران من أجل عقد صفقات للأسلحة، لكن هذه الدول تنتظر انتهاء الانتخابات الأميركية لمعرفة توجهات الإدارة الجديدة.

وفي ما يتعلق بما يدور بشأن سعي طهران لشراء منظومة الصواريخ الروسية "أس 400″، أكد أن إيران في الوقت الحالي لا تسعى لإبرام هذه الصفقة، لأنها تمكنت من صنع منظومة تتمتع بالخصائص ذاتها، لكنه لم يستبعد أن تبرم طهران صفقة طائرات مع شركائها في روسيا أو الصين.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هدد -بعد ساعات من انتهاء الحظر الأممي على إيران- باستخدام بلاده ما سماها سلطاتها الوطنية لمعاقبة أي فرد أو كيان يسهم بشكل ملموس في إمداد وبيع ونقل أسلحة تقليدية إلى إيران، وطالب الدول التي ترغب في السلام والاستقرار بالشرق الأوسط وتدعم مكافحة الإرهاب بالامتناع عن المشاركة في الاتجار بالأسلحة مع إيران.

وعلى العكس من وجهة نظر صدقيان، رأت الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات الدكتورة فاطمة الصمادي أن التصريحات الإيرانية تؤكد سعي طهران الحثيث لعقد صفقات أسلحة مع العديد من الدول، منوهة إلى حديث الحرس الثوري -على صفحته على إنستغرام- عن إنجازه صفقة أسلحة مع روسيا يجري العمل عليها منذ عام 2017.

وأضافت أن إيران ستسعى لاستغلال انتهاء قرار الحظر بتحديث ترسانتها العسكرية، خاصة الأسطول الجوي المتهالك، حسب وصفها، ونوهت إلى أن الأسلحة الإيرانية يمكن أن تصدر إلى 21 دولة في الوقت الحالي بهدف الاستفادة المالية.

كما توقعت أن تقوم شركات صينية بعقد صفقات مع إيران، في حين رجحت ألا تقدم شركات أوروبية على مثل هذه الخطوة خوفا من التهديدات الأميركية.

وتوقفت الصمادي عند الموقفين الروسي والصيني في مجلس الأمن المساند لإيران في مواجهة الرغبة الأميركية في تمديد العقوبات، ولا تستبعد أن تأخذ روسيا والصين موقفا متحديا للموقف الأميركي تجاه إيران؛ وبناء عليه توقعت أن تواصل موسكو وبكين مساندتهما لإيران في الفترة القادمة.

من جانبه، قال ماثيو برودسكي مستشار فريق السلام في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إيران لم تلتزم خلال الفترة الماضية بالتوقف عن عقد صفقات التسلح، متهما طهران بتصدير أسلحتها للعديد من الدول عبر الطيران المدني.

وأضاف أن أميركا بتلويحها بفرض عقوبات على كل من يتعامل مع إيران تستند إلى القرارات الأممية المتعلقة بذات الشأن، متهما الدول الأوروبية بالضعف وتفضيل العلاقات الاقتصادية المالية مع إيران، بدل الوقوف في وجهها بعد قتلها الأوروبيين داخل بلدانهم.

ومع أنه أقر بأن روسيا والصين غير حليفتين لأميركا، فإنه أكد قدرة واشنطن على ممارسة ضغوط ضدهما من نوع آخر في حال قررتا مساعدة إيران في الحصول على أسلحة.

يذكر أن قرار رفع حظر التسلح عن إيران بدأ سريانه فجر اليوم الأحد، ووصفت طهران الخطوة التي تتيح لها استيراد السلاح وتصديره بالانتصار على الإدارة الأميركية.