ما وراء الخبر

حرب أذربيجان وأرمينيا المستعرة.. ما دلالة استهداف المدنيين؟

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء مأمون أبو نوار إن قصف أرمينيا لمناطق سكنية في مدينة غنجة الأذربيجانية بصاروخ باليستي بمثابة جريمة حرب.

واعتبر أبو نوار -في حديث لحلقة (2020/10/17) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن أرمينيا بمثابة ذراع روسيا في المنطقة، مضيفا أنها تريد استخدام "الورقة المسيحية" في الصراع.

وكان رئيس أذربيجان إلهام علييف قد توعد بالرد ميدانيا على ما قال إنه قصف أرميني على مدينة غنجة في أذربيجان، أوقع العشرات بين قتيل وجريح، مؤكدا أن قوات بلاده تمكنت بالفعل من تحرير مدينة فيزولي في إقليم قره باغ من القوات الأرمينية.

وقد نفت يريفان صلتها بالقصف، واتهمت باكو باستهداف مواقع عسكرية وميدانية أرمينية. يأتي هذا في سياق معارك محتدمة في قره باغ، بعد انهيار وقف إطلاق النار.

من جانبه، قال المحلل السياسي رئيس تحرير جريدة "فيرست نيوز ميديا" رحمان حجي إن أذربيجان تصرفت بمسؤولية للحفاظ على وقف إطلاق النار، لكن أرمينيا قصفت مدنا أذربيجانية بصواريخ باليستية، الأمر الذي خلّف عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.

وحمّل حجي أرمينيا مسؤولية انهيار وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن يريفان تتعمد قصف المدنيين، حتى تقوم أذربيجان بالرد، ومن ثم تدعو روسيا وغيرها من الأطراف الدولية للتدخل من أجل الضغط على أذربيجان.

في المقابل، رأى السكرتير الدولي لحزب الاتحاد الثوري الأرميني جيرو مانويان أن وقف إطلاق النار لم يدخل حيز التنفيذ أصلا، بسبب عدم وجود آلية لتنفيذه.

وأضاف مانويان أن أذربيجان تُغيّب الإعلام عن مدينة غنجة، وتأتي بالمراسلين فقط حين ترغب في أن تعرض عليهم صورا بعينها.

وأوضح مانويان أن ما أسماه جيش الدفاع عن إقليم قره باغ نشر خريطة تضم أهدافا عسكرية في غنجة، مشيرا إلى أنه يقصف أهدافا عسكرية.

الدور الدولي

وفي سياق تدافع الاتهامات بين أرمينيا وأذربيجان بشأن محاولات توسيع دائرة المواجهات في الإقليم الذي عادت فيه المعارك إلى الاحتدام، شجب الاتحاد الأوروبي الضربات على مدينة غنجة الأذربيجانية، وطالب بضرورة وقف استهداف المدنيين والمنشآت المدنية من قبل طرفي النزاع، وباحترام وقف إطلاق النار. بينما توعدت باكو بملاحقة القيادة الأرمينية، بسبب قصف غنجة.

من جهته، دعا الخبير العسكري والإستراتيجي مأمون أبو نوار إلى تفعيل دور مجموعة مينسك، التي تشكلت للتوسط في الصراع بقيادة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى الدور التركي، للوصول إلى وقف إطلاق النار بين الطرفين اللذين يبدو أنهما لا يرغبان في ذلك.

وأشار أبو نوار إلى غياب الدور الأميركي عن محاولة حل الصراع، مرجعا ذلك إلى انشغال واشنطن بشؤونها الداخلية بسبب قرب الانتخابات الرئاسية، فضلا عن تفشي فيروس كورونا.