ما وراء الخبر

منها الاستعلاء واستغلال تشتتهم.. هذه رسائل نتنياهو الخفية إلى العرب

على خلفية تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست، تساءلت حلقة (2020/10/15) عن الرسائل التي تحملها هذه التصريحات إلى الإسرائيليين وإلى الإمارات والدول الإسلامية والعربية.

ويرى عضو الكنيست عن القائمة العربية المشتركة سامي أبو شحادة أن نتنياهو من خلال تصريحاته يعبّر عن شعور بالاستعلاء على العالم العربي، فهو يشعر بانتصار كبير على الشعب الفلسطيني، موضحا أنه يبعث برسالة مفادها عدم وجود أي مشكلة مع العالم العربي، رغم عدم إيجاد حل للقضية الفلسطينية، فهو يستطيع تجاوز الفلسطينيين من خلال قيادات عربية أخرى.

وأشار أبو شحادة إلى أن النص المقدم إلى الكنيست الإسرائيلي فيه اختلافات عديدة بين اللغات المكتوب بها، ففي النسختين العبرية والإنجليزية لا نجد ذكرا لكلمة "تطبيع"، في حين أن النص العربي لا حديث فيه عن "صراع" على عكس ما توحي به تصريحات القيادات الإماراتية، والتي لا تمت لنص الاتفاق بصلة، على حد قوله.

وأوضح أبو شحادة أن نص الاتفاق لا يتحدث عن وقف ضم أراض من الضفة الغربية، أو القضية الفلسطينية أو المسجد الأقصى أو الاحتلال، بل يتحدث في نسخته العربية فقط عن صفقة اقتصادية تضم بنودا سرية.

رسائل خفية

في المقابل، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي توفيق حميد أن نتنياهو يريد أن يوجّه رسالة للفلسطينيين مفادها أن خسارتهم ستكون فادحة إذا لم يلتحقوا بقطار السلام، أما الرسالة الثانية فهي تقديم إسرائيل باعتبارها دولة "قوية"، على حد تعبيره.

وذهب حميد إلى أن الاتفاق بين البلدين يعبر عن سلام بين قوتين تريدان تحقيق السلام وتحسين علاقاتهما الاقتصادية كبداية لبسط السلام في المنطقة، معتبرا أن نتنياهو لم يقصد بمصطلح القوة الجانب الإسرائيلي فقط، بل هو يقصد قوة إسرائيل والإمارات.

وبهذا الصدد، اختلف معه أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر حسن البراري الذي ذهب إلى أن نتنياهو يؤكد أن السلام لا يأتي إلا بالقوة الإسرائيلية، معتبرا أنه لا يمكن مقارنة الإمارات بقوة إسرائيل، فأبو ظبي تريد الاستعانة بتل أبيب من أجل تحقيق مشاريعها على المستوى الإقليمي.

إعلان

وشدد البراري على أن رسالة نتنياهو هي أن إسرائيل انتصرت في معركتها، وأن العرب يعيشون حالة انقسام، وبالتالي هناك فرصة ذهبية لاستغال حالة التشتت العربي من أجل تحقيق مكسب لإسرائيل.

يذكر أن نتنياهو قال إن اتفاق السلام مع الإمارات جاء من منطلق القوة، وإنه ليس مشروطا بالتفاوض مع الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الجانب الاقتصادي من الاتفاق سيعود بمنافع كبيرة على إسرائيل، وأضاف أن دولا إسلامية وعربية تطلب التقرب من إسرائيل بسبب قوتها.