
سد النهضة إلى الواجهة من جديد.. أفورقي يزوره وإثيوبيا تضاعف سعته التخزينية
وأوضح بشير -في حديثه لحلقة (2020/10/13) من برنامج "ما وراء الخبر"- أنه على الرغم من عدم ترحيب إريتريا سابقا بسد النهضة دعما لمصر، إلا أنها الآن أصبحت داعمة للسد، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود صراعات داخل إثيوبيا جعلت رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يعيش أضعف أوقاته منذ انتخابه.
وبعد نحو شهر ونصف على إعلان فشل مفاوضات سد النهضة بين إثيوبيا ومصر والسودان، خرج آبي أحمد ليؤكد أن أعمال بناء السد تسير بأسرع مما كان متوقعا، وأن أكثر من 76% منها قد تم إنجازه بالفعل.
وجاءت تصريحات آبي أحمد من موقع السد الذي يزوره برفقة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، في أول زيارة لرئيس دولة أجنبية لسد النهضة.
وقد أكد رئيس الوزراء الإثيوبي في حضور ضيفه -الذي بدا سعيدا أثناء الزيارة التفقدية للسد- أن مرحلة التعبئة الثانية لسد النهضة، ستخزن من المياه 3 أضعاف ما خزنته المرحلة الأولى التي تمت في شهر يوليو/تموز الماضي.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الإثيوبي محمد العروسي، إنه لا يمكن توظيف الصراعات الداخلية في إثيوبيا في ملف سد النهضة، لأن الشعب الإثيوبي بكافة عرقياته وأطيافه وأديانه يتفق على هذا الملف بشكل كامل، على حد قوله.
واعتبر العروسي أن زيارة أفورقي تأتي ضمن إطار تعزيز العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا بعد سنوات من الحرب، كما أنها بمثابة دعم كبير لسد النهضة.
في المقابل، قلّل الباحث في العلاقات الدولية محمد حامد من أهمية زيارة أفورقي لسد النهضة، مشددا على موقف مصر الثابت بضرورة التوصل إلى اتفاق يحفظ حقوقها في مياه النيل.
وأضاف حامد أن آبي أحمد بدا كمن يستغيث بأسياس أفورقي لإنقاذه من أزماته الداخلية، خصوصا وأنه يعيش على بحر من المشاكل.
وفي حين رأى العروسي أن من يربط قضية سد النهضة بشخصية آبي أحمد مخطئ، لأنها قضية تجد قبولا لدى الإثيوبيين جميعا، فقد قال بشير إنه يتم استغلال هذا السد في السياسة الداخلية الإثيوبية لحشد الدعم لآبي أحمد في ظل الأزمات التي يعانيها في بلاده.
وعاد الباحث في العلاقات الدولية محمد حامد ليشير إلى أن الرئيس الإريتري أسياس أفورقي لا يزال حليفا للقاهرة، رغم أنه "يلعب على جميع الأوتار"، ويحاول إقامة علاقة متوازنة مع الجميع، كما أن آبي أحمد بحاجة إلى أفورقي وليس العكس.
وعن تشغيل سد النهضة، قال الزمزمي بشير إن إثيوبيا لا تزال تصر على خطواتها الأحادية بشأن تشغيل السد، وهو الموقف الذي تعارضه مصر والسودان، اللتان تطالبان بالاتفاق على مراحل ملء وتشغيل السد.
يذكر أن زيارة آبي أحمد وأفورقي لسد النهضة تأتي بعد أيام قليلة من بدء البرلمان الإثيوبي مناقشة مشروع قرار يدعو لحل بشأن السد، يحفظ حقوق الدول الثلاث، وبعد نحو أسبوع من قرار أديس أبابا حظر الطيران فوق موقع السد.