ما وراء الخبر

هدنة لم تُحترم.. لماذا لم تلتزم أذربيجان وأرمينيا بوقف إطلاق النار إلى الآن؟

ذهب لؤي المدهون الصحفي المختص في الشؤون الأوروبية إلى أن عدم التزام طرفي الحرب بالهدنة يعود بالأساس إلى أن الوقت غير مناسب لذلك.

وقال إن أذربيجان تسعى إلى تغيير الحقائق على الأرض، فهي على قناعة تامة بأن الجهود الدبلوماسية لم تكن مجدية.

كما أوضح -في تصريحاته لحلقة (2020/10/12) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن روسيا تلعب دورا مزدوجا، فهي لها علاقات جيدة مع أرمينيا وأذربيجان، ولكنها لا تريد إقحام نفسها بشكل مباشر في الصراع، متوقعا أن روسيا ستسمح لأرمينيا بتغيير بعض الوقائع على الأرض حتى يتم تغيير الوضع التفاوضي.

وفي هذا الصدد، قال أحمد شاهيدوف رئيس المعهد الأذربيجاني للديمقراطية وحقوق الإنسان إن أذربيجان تواجه ما سماه بالإرهاب الأرميني -على حد قوله- كما حصل في التسعينيات، حيث تم قتل أكثر من 600 مدني بريء، مشيرا إلى أن استمرار القوات الأرمينية في قصف الأراضي والمناطق السكنية الأذربيجانية يعد خرقا خطيرا للهدنة الإنسانية المعلن عنها.

في المقابل، اعتبر سوس أفيتيسيان، وهو عضو في البرلمان الأرميني أن أذربيجان هي التي لم تحترم اتفاق وقف إطلاق النار، فالمشكلة أن أذربيجان لديها العديد من المرتزقة والإرهابيين، وهدفهم لا يتعلق باستمرار وقف إطلاق النار، بل بالقضاء على سكان قره باغ، وارتكاب مجازر إنسانية في حال رفضهم مغادرة المنطقة.

وبخصوص الهجمات العسكرية، أشار شاهيدوف إلى أنه تم استهداف مناطق سكنية بصواريخ أرمينية، كما كان هناك خرق لوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في موسكو، معتبرا أنه كرد فعل لما وصفها بالاستفزازات الأرمينية قامت أذربيجان بإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق. كما نفى وجود أي مرتزقة مشددا على أنها مجرد إشاعات.

ولكن أفيتيسيان اعتبر أنه من الممكن وقف إطلاق النار في حال اهتمام كل الأطراف بالموضوع، فأذربيجان غير مهتمة بالجانب الإنساني.

يذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن الهدنة في قره باغ لم تحترم، وإن الإعلان المشترك بين أرمينيا وأذربيجان يؤكد على مرجعية مسار التفاوض وشكله.

إعلان

من جانبها، دعت يريفان لتشكيل آلية للتحقق من خرق الهدنة في قره باغ، بينما طالبت باكو بإشراك أنقرة في أي مفاوضات للحل.