ما وراء الخبر

بعد التصعيد الإيراني الأميركي الأخير.. أي ورطة وجد العراق وجيرانه أنفسهم فيها؟

ناقش “ما وراء الخبر” بحلقته بتاريخ (2020/1/18) حقيقة المأزق الذي وجد العراق وجيرانه من دول المنطقة أنفسهم فيها بعد التصعيد الأخير والتوتر بين طهران وواشنطن.

حمل رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية عدنان السراج سياسة الحكومات العراقية المتعاقبة مسؤولية تردي الأوضاع التي وصلت إليها البلاد، خاصة في مسألة انعدام السيادة، التي ظهرت بشكل فاضح وجلي بعد الأزمة الإيرانية الأميركية الأخيرة بعد اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وتحوّل العراق لساحة مواجهة بين إيران وواشنطن.

وقال السراج في تصريحات لـ"ما وراء الخبر" بتاريخ (2020/1/18) إن الحكومات العراقية منذ عهد حيدر العبادي وحتى عادل عبد المهدي ارتكبت خطأ كبيرا باختيارها أن تلعب دور الحياد بالأزمات بين واشنطن وطهران، في وقت تحتضن فيه أعدادا كبيرة من القوات الأميركية على أراضيها، وتتمتع فيه إيران بنفوذ واسع داخل مكونات الدولة العراقية.

كما لام السراج الحكومات العراقية لأنها سعت للعب دور الوساطة بين إيران ودول الخليج، واعتقدت أنها بذلك ستنأى بالبلاد عن أي أزمة مستقبلية بين الطرفين، موضحا أن العراق لم يكن مؤهلا للعب هذا الدور، وأن واشنطن كانت تسخر منه لمحاولاته اليائسة هذه.

وفيما يتعلق بحقيقة الخوف الذي انتاب دول الخليج بعد اندلاع الأزمة الأخيرة بين طهران وواشنطن، رأى الصحفي الكويتي حسين جمال أن جميع دول الخليج شعرت بالخوف لأنها جميعها قد تكون مستهدفة فيما لو اندلعت حرب بين البلدين، كونها تستضيف قواعد ومصالح أميركية.

في حين عبر الكاتب الأردني عمر عياصرة عن أمله بأن تكون دول المنطقة قد أدركت من خلال الأزمة الأخيرة حجم الكارثة والورطة التي وضعت نفسها فيها بحكم انقسام تبعيتها بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكدا أن كل دول الخليج والأردن كانت ستكون مستهدفة من إيران فيما لو اندلعت حرب، حيث إنها جميعا تضم قواعد أميركية.

ورأى عياصرة أنه لا مجال أمام العرب غير أن يسعوا للتهدئة بين الطرفين وإيجاد علاقة متوازنة مع كليهما، مشيدا بالتجربة القطرية والعمانية والكويتية في هذا المجال.

وقال عياصرة إن على العرب أن يدركون أنهم سيكونون حاضرين فقط في حالة اندلاع حرب بين واشنطن وطهران، أما لو تمت المصالحة بينهما فلن يتذكرهما أحد، مشيرا إلى تجاهل الإدارة الأميركية السابقة للعرب عند تقاربها مع إيران وتوقيعها الاتفاق النووي معها.

وفي هذا الصدد أشاد السراج بالدور الذي لعبته قطر في محاولة لتهدئة الأزمة الأخيرة بحكم العلاقات الطيبة التي تربطها مع طهران وواشنطن، والتي مكنتها من لعب دور الوسيط، في حين انتقد دور السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتين قال إنهما تتعاملان مع العراق من وجهة النظر الأميركية ذاتها، وتطالبانه بالتشدد أكثر مع إيران، متجاهلتين حقيقة الترابط الكبير بينهما.