ما وراء الخبر

أرسل آلاف الجنود لبغداد.. هل يخشى ترامب تكرار اقتحام السفارة والقنصلية بطهران وبنغازي؟

سلط برنامج “ما وراء الخبر” في حلقته بتاريخ (2020/1/1) الضوء على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إرسال آلاف الجنود الأميركيين إلى المنطقة بعد اقتحام سفارة بلاده ببغداد من قبل محتجين.

قال الإعلامي والكاتب العماني سالم الجهوري إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سارع لإتخاذ قرار بإرسال آلاف الجنود الأميركيين إلى المنطقة بعد اقتحام السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بغداد، لأنه ببساطة يخشى من تكرار سيناريو اقتحام السفارة الأميركية في العاصمة الإيرانية طهران عام 1979، وكذلك اقتحام القنصلية الأميركية ببغداد عام 2016.

ورأى الجهوري في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2020/1/1) أن التطور الأخير في العراق أربك الرئيس ترامب الذي يقف على أعتاب عام انتخابي، وفجأة وجد نفسه في موقف مشابه لما وقعت فيه منافسته السابقة في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون عام 2016 عندما تعرضت القنصلية الأميركية ببنغازي للهجوم، ولم تتخذ هيلاري آنذاك أي إجراء عملي للرد على المهاجمين، وهو الأمر استغله ترامب، ووجه لها انتقادات شرسة واتهمها بعدم المبالاة تجاه حياة الأميركيين في الخارج.

وقال الجهوري إن ما يزيد الموقف تعقيدا على ترامب هو أنه تعهد في حملته الانتخابية بسحب الجنود الأميركيين من الخارج، ولكن عمليا ها هو يجد نفسه في كل مرة مضطرا لإرسال المزيد من الجنود "وإن لم يفعل هذه المرة فسيتهمه الأميركيون وخصومه بأنه غير قادر على حماية الأميركيين بالخارج".

من جانبه، أشار الخبير في سياسات الأمن والدفاع بمعهد كيتو بنجامين فريدمان إلى التناقض الكبير بين ما يقوله ترامب وبين السياسيات العملية التي ينفذها على الأرض، مشيرا إلى تعهداته السابقة بإعادة كل الجنود الأميركيين لبلادهم، في حين أنه على أرض الواقع ما زال الجنود منتشرين في الكثير من أرجاء العالم.

وقال فريدمان إن الشعب الأميركي لا يفهم لماذا يصر ترامب على الاحتفاظ بخمسة آلاف جندي أميركي في العراق رغم هزيمة تنظم القاعدة، خاصة أن العراقيين عبروا عن رأيهم بصراحة في الأحداث الأخيرة بأنهم لا يريدون أي وجود أميركي وبأي شكل من الأشكال على أراضيهم.

ونظرا لما وصفه بالتناقض في شخصية ترامب، دعا الخبير الأمني الأميركي إلى التمهل وعدم التسرع والانتظار إذا كانت الإدارة الأميركية سترسل بالفعل نحو 4 آلاف جندي آخرين لمنطقة الشرق الأوسط.