ما وراء الخبر

أعلنت عجزها عن حماية الإمارات والسعودية.. هل ستتخلى واشنطن عن حلفائها بالخليج؟

ناقشت الحلقة دلالات التصريحات الأخيرة لرئيس هيئة الأركان الأميركية وهل تعني نظرية جديدة لأمن الخليج. وتساءلت: ما موقف دول المنطقة من هذه التصريحات والإجراءات العملية التي يجب أن تترتب عليها؟

قال ديفيد دوروش مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق لشؤون الأمن إن تصريح رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد بأنه ليس بوسع بلاده ردع الهجمات ضد شركائها في المنطقة مثل الإمارات والسعودية؛ لا يعني وجود نظرية أميركية جديدة تقضي باعتماد حلفاء واشنطن على أنفسهم وعدم التعويل عليها في حمايتهم.

وأضاف –في تصريحات لحلقة (2019/9/6) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن ما يعنيه تصريح أعلى قائد عسكري في أميركا هو أن هناك حوارا مع الحلفاء في منطقة الخليج بشأن ترتيبات الدفاع عنهم، على غرار الحوار الذي يجري مع أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية، مشيرا إلى أن أميركا ستتدخل بالقدر اللازم عند الهجوم على حلفائها ولكنها لن توفر الردع الكامل.

وطالب دوروش حلفاء أميركا بالمنطقة بأن يطوروا قدراتهم الخاصة على حماية أنفسهم، لأن الشعب الأميركي سئم من مشاركة بلاده في الحروب الخارجية، وقيادته لم تعد تستطيع تبرير حروبها للدفاع عن أنظمة غير ديمقراطية. ولفت إلى أن حرب التحالف باليمن لم تنجح بل ابتعدت عن أهدافها الأصلية، وبالتالي فإن الحل لن يكون عبرها ويجب أن تتوقف، وبما أنه من المحرج للإمارات والسعودية أن تتحدثا مع الحوثيين فإن واشنطن ربما تقوم بذلك نيابة عنهما.

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي فأكد أن تصريحات القائد العسكري الأميركي الجنرال دانفورد "صادمة"، وتتناقض مع تصريحات إدارة الرئيس دونالد ترامب التي تنتقد إيران ونشاطها "المزعزع والخبيث"؛ حسب وصف واشنطن. وتوقع أن يكون المقصود بها هجمات حلفاء إيران التي تصعب السيطرة عليها وليس الهجوم من إيران كدولة.

وأوضح أن هناك تراجعا في الثقة بين الدول الخليجية وأميركا ربما يدفع هذه الدول للبحث عن حماية بديلة، رغم أنها تشتري كميات كبيرة من أسلحة أميركا التي لديها عدد ضخم من الجنود والعتاد في المنطقة الخليج، لافتا إلى أن أميركا ترى أن أهمية الخليج تتعلق بالاقتصاد العالمي الذي يؤثر على الاقتصاد الأميركي، وبالتالي فهي موجودة هناك لضرورة حماية مصالحها.

خلل إستراتيجي
ورأى الشايجي أن إيران تستفيد من تراجع الثقة هذا، كما ستشجعها تصريحات دانفورد على مواصلة التمدد عبر أذرعها بالمنطقة، مؤكدا أن هناك مشكلة في الأمن الخليجي وخللا إستراتيجياً في ترتيباته لأنه لا توازن للقوة بين دوله وإيران ولا حتى مع العراق ما دام يدور في فلكها، كما أنها غير متفقة على مصدر الخطر على الخليج كما تدل على ذلك الأزمة الخليجية القائمة.

ومن جهته؛ قال الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي إن التفسير الأولي لتصريحات دانفورد هو أنها جاءت لابتزاز السعودية والإمارات لتدفعا مزيدا من المال مقابل صفقات أسلحة بأثمان عالية جدا، وكذلك لفرض مواقف على الدولتين لأن هناك علاقات لهما -وخاصة السعودية- مع الصين وروسيا، ويجب -وفقا لرأي واشنطن- أن تنتهي هذه العلاقات ولو بضغط من هذا القبيل.

وذهب إلى أن أميركا لديها القدرة على حماية حلفائها بالخليج وردع إيران لكنها لا تريد القيام بذلك، حتى إنها لم تتحدث مطلقا عن حرب مع إيران رغم تصاعد التوتر بينهما. ولذلك فإن الإمارات ذهبت إلى إيران للتفاهم معها بعد أن أدركت أن أميركا لن تدافع عنها لأن ترامب لا يريد الحرب مع طهران، بل وصرح بأن بلاده لا يهمها إغلاق مضيق هرمز لأنها لا تحتاج لنفط الخليج.

وتوقع مكي أنه بدلا من محاورة السعودية لإيران فإنها قد تلجأ لإسرائيل لتعويض الاعتماد على أميركا، والدليل على ذلك أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على العراق قيل إنها انطلقت من مناطق الأكراد بشرقي سوريا، بتمويل سعودي وتنفيذ إسرائيلي وتغطية أميركية لأن المنطقة تخضع لسيطرة حلفائها الأكراد.