ما وراء الخبر

هل مشكلة السيسي مع الجزيرة أم مع الشعب المصري؟

تساءل برنامج “ما وراء الخبر” في حلقته بتاريخ “2019/9/23” عن الفائدة التي يجنيها النظام المصري من حرف بوصلة الأزمة بمصر، ويختار افتعال الأزمات مع الجزيرة بدلا من مواجهة الشعب.

أثار اتهام وزير الخارجية المصري سامح شكري لقناة الجزيرة بعدم المهنية في تغطية الأحداث الأخيرة بمصر، وممارسة الحقد على كل الإنجازات التي حققها نظام السيسي استهجان الكاتب والمحلل السياسي المصري جمال الجمل، متسائلا عن مستوى المهنية والمصداقية التي يتمتع بها الإعلام المصري الرسمي والخاص المحسوب على النظام.

وقال الجمل في تصريحات لحلقة (2019/9/23) من برنامج "ما وراء الخبر" إنه كان الأولى بوزير خارجية مصر أن يطالب الإعلام المصري بالتوقف عن الانتهاكات الكبيرة التي يقوم بها بشكل يومي وفاضح.

وأشار إلى ضيق الكثير من المسؤولين بالمؤسسات الإعلامية الدولية من التضييق الذي تمارسه السلطات المصرية عليهم، خاصة في الأسابيع الأخيرة التي شهدت خروج المصريين إلى الشوارع وتذمرهم من الوضع الذي آلت اليه مصر في عهد النظام الحالي.

أما أستاذة الإعلام في جامعة ميريلاند الأميركية سحر خميس فرأت أن الإعلام المصري الرسمي والنظام الحالي يكرران المشهد ذاته أثناء ثورة يناير/كانون الثاني 2011 مستخدمين نفس الأساليب، والقائمة على الإنكار ثم التقليل ثم اللجوء للفبركة والتزوير وأخيرا إلقاء الاتهامات.

واعتبرت خميس أن اتهامات شكري للجزيرة هي دليل على أن النظام المصري الحالي لديه نفس عقلية النظام عام 2011، في حين وصفت الإعلام في مصر بأنه مجرد أذرع للدعاية للنظام، تروج لدعايته بكل الوسائل المجردة من أخلاق مهنة الصحافة.

أما الكاتب الصحفي منير أديب فاتهم الجزيرة بالمبالغة والتهويل في نقل الأحداث بمصر، وتخصيص ساعات طويلة للحديث عنها لإظهار أن المصريين يعيشون ثورة، وهو ما نفاه تماما.

وبحسب أديب، فإن الأسلوب الذي تتبعه الجزيرة في تغطية الشأن المصري ينسجم مع ما سماه "الحقد السياسي" الواضح بين الدوحة والقاهرة.

وردت خميس على هذه التصريحات متسائلة: إذا كانت الجزيرة تبالغ بنقلها للأحداث فماذا عن وسائل إعلام دولية مثل نيويورك تايمز التي وصفت المظاهرات الأخيرة في مصر بأنها نادرة الحدوث منذ وصول السيسي للحكم؟

ومع أن هيئة المرئي والمسموع المصرية أصدرت بيانا تحذيريا شديد اللهجة لوسائل الإعلام الأجنيبة العاملة فيها يتعلق بتغطيتها الأحداث التي يشهدها الشارع المصري حاليا، ولوحت بإمكانية سحب التراخيص إلا أن الجمل نفى وجود مخاوف لدى النظام المصري من الإعلام الدولي وسعيه للتضييق عليه.

يذكر أن قناة "بي بي سي" الدولية وقناة الحرة أكدتا أن الجمهور المصري يشتكي من صعوبة الدخول إلى موقيعهما الإلكترونيين منذ تفجر الأحداث الأخيرة بمصر.