ما وراء الخبر

حماية أميركية لمنشآت السعودية والإمارات.. دفاع عن الحلفاء أم تسليع للأزمة؟

ناقشت الحلقة دلالات لجوء الرياض وأبو ظبي إلى طلب حماية بنيتهما التحتية من قِبل الولايات المتحدة، حتى قبل انتهاء التحقيقات بشأن هجمات أرامكو. وتساءلت عن نجاعة الخطوة في تأمين المنطقة.

قال المحلل السياسي الأردني عمر عياصرة إن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحالي مما يجري من توتر في منطقة الخليج هو "تسليع الأزمة"، إذ يسعى لانتهاز الفرصة لبيع مزيد من الأسلحة بينما تنقاد الرياض لرغبات واشنطن.

وذلك في أعقاب تصريح وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر عن موافقة ترامب على إرساله قوات إضافية لحماية منطقة الخليج، ومنشآت البنية التحية في السعودية والإمارات، بناء على ما قال إنه طلب من هاتين الدولتين قدمتاه لبلاده.

وحذر عياصرة -في تصريحات لحلقة (2019/9/21) من برنامج "ما وراء الخبر"- من مآلات المشهد الحالي على المنطقة، متسائلا عن سبب فشل الدفاع السعودي في التصدي للهجوم على شركة أرامكو النفطية، رغم امتلاكه ترسانة أسلحة أميركية ضخمة.

ومن جانبه؛ دافع الباحث الأميركي في معهد الشرق الأوسط كينث كارتزمان عن موقف ترامب، قائلا إنه لجأ إلى بيع المزيد من الأسلحة لدول الخليج ووضع المزيد من العقوبات على إيران، وذلك كحل وسط يجنب ترامب النزاع مع طهران أو إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي.

فك الارتباط
أما المحلل السياسي الكويتي حسين جمال فقد رأى أن ترامب اتخذ من الهجوم على شركة أرامكو ذريعة لاستقطاب المزيد من الصفقات والأموال من دول الخليج، مشيرا إلى تصريحاته الأخيرة التي أعلن فيها بوضوح عزمه جمع الأموال لتحقيق مصالح أميركا الاقتصادية والجيوسياسية.

وفيما يتعلق بالعلاقة الوثيقة بين واشنطن ودول الخليج؛ أكد جمال على أهمية تلك العلاقة التي ترتبط أميركا بغالبية دول الخليج لحفظ أمنها، خاصة مع هيمنة الولايات المتحدة على المنطقة أمنيا وعسكريا وفي العلاقات النفطية.

ومن جهته؛ أوضح كارتزمان أن الشعب الأميركي أصبح يميل إلى فك الارتباط بمنطقة الشرق الأوسط وعدم الانخراط في شؤونها الداخلية، حيث يرون أن تلك العلاقة لا تحمي المصالح الأميركية وتتسبب لبلادهم في المزيد من الأزمات.

واعتبر عياصرة أن العلاقة التي تجمع الولايات المتحدة الأميركية بالسعودية الآن هي "أخطر" من العلاقة بين الأخيرة وإيران، داعيا الرياض إلى التفكير الذاتي والانحياز إلى الخيار الأقل تكلفة.