
بعد خيبة أمل السعودية في أميركا.. هل ترتمي الرياض بأحضان طهران؟
على خلفية إعلان الحرس الثوري الإيراني توقيفه سفينة عراقية في مياه الخليج، تابعت حلقة الأحد (2019/8/4) من برنامج "ما وراء الخبر" الرسائل التي تبعثها طهران بتوقيف السفينة وتطمين الجوار، وتساءلت عن مسار التوتر في الخليج على ضوء دعوة إيران إلى تعاون إقليمي يحمي الملاحة فيه؟
من الجانب الإيراني، اعتبر مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والأمنية أمير موسوي أن رسالة إيران الواضحة هي إحكام السيطرة على أمن الخليج بالتعاون مع الفرقاء في المنطقة، مشيرا إلى وجود عصابات تسعى لإلحاق الضرر باقتصاد طهران من خلال تهريب البنزين.
وتحدث عن تسريبات لزيارة وفد سعودي لإيران، فضلا عن مؤشرات إيجابية من الرياض من ضمنها تبادل بعض الرسائل والاجتماعات بين وزير الأوقاف السعودي ورئيس منظمة الحج الإيرانية، معتبرا أن السعودية أيقنت أنه لا يمكن الاعتماد على أميركا في أزماتها.
وأضاف أن أميركا لا ترى في السعودية سوى "الابتزاز" الذي أتعب اقتصاد الرياض، بينما إيران يمكن أن تتفاهم معها وتحافظ على أموالها وأمنها بدل إنهاك اقتصادها من طرف أميركا.
هدنة خليجية
أما عن واشنطن، فيرى كبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط كينث كوتزمان أن موقف أميركا يحيد عن أي نزاع مع طهران، إلا أن المشكلة التي تواجهها هي صعوبة في جمع الحلفاء لحماية خطوط الملاحة البحرية بالخليج.
وبعد رفض أميركا خيار الحرب، أشار كوتزمان إلى أن دول الخليج تحاول القيام بمبادرات لخفض التصعيد وحدة الموقف، مؤكدا أن الدبلوماسية الإيرانية تحقق نجاحات بدليل تغير الموقفين السعودي والإماراتي.
وأضاف أن العقوبات على إيران تعطي أكلها، إلا أن أوروبا مستاءة من انسحاب أميركا من الاتفاق النووي، بينما تسعى طهران إلى استخدام أبو ظبي والرياض للتوسط مع أميركا ورفع العقوبات.
أما الكاتب والمحلل السياسي صالح المطيري فلفت الانتباه إلى أن دول الخليج ليست على رأي واحد تجاه الأزمة، بل تنقسم بين من تحمس للتدخل العسكري، ومن دعا إلى التسوية، وكذا من حاول أن يكون وسيطا.
وأشار المطيري إلى أن إيران لن تستكين حتى ترفع عنها العقوبات، وتعتقد أنه من خلال تصعيدها ستصل إلى تسوية ترفع عنها العقوبات.