ما وراء الخبر

بين الحذر والفرحة.. هل يوصل اتفاق السودان البلاد إلى بر الأمان؟

ناقشت حلقة (2019/8/3) من برنامج “ما وراء الخبر” أبرز التحديات التي تواجه اتفاق العسكر وقوى التغيير على إدارة المرحلة الانتقالية بالسودان، وتساءلت عن قدرة الطرفين على العبور بالبلاد لانتخابات مدنية.

قال الباحث السوداني في قضايا التنمية والانتقال السياسي صلاح الزين إن التحديات التي تلي توقيع اتفاق إدارة المرحلة الانتقالية بالسودان ستواجه جميع القوى السودانية.

وحذر الزين ضمن تصريحاته في حلقة (2019/8/3) من برنامج "ما وراء الخبر" من صعوبة إدارة المرحلة القادمة، معربا عن خشيته من تطور الأمور إلى مصير لا يحمد عقباه في حال لم يلتزم طرفا الاتفاق بكافة الخطوات التي توصل البلاد إلى بر الأمان.

واعتبر أن المرحلة القادمة "أكثر تعقيدا" من مرحلة المفاوضات التي شابتها خلافات بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، لأن الأمر سيرتبط بالشأن السوداني.

وشدد الزين على أهمية الوحدة الوطنية التي اعتبرها الضامن لكافة الرؤى، مشيرا إلى أهمية الانفتاح على كافة شرائح المجتمع السوداني في سياسات إدارة الدولة، داعيا أبناء السودان إلى التوحد والانتماء على مستوى الجماعة الأم (السودان) وليس للكيانات الصغيرة من الأحزاب.

وبدوره، عبّر الأكاديمي والمحلل السياسي السوداني النور حمد عن قناعته بأن المقاومة الشعبية المستمرة هي صمام الأمان للثورة ولاستمرار نجاحها، موضحا أن التحدي الأكبر يكمن في الدولة العميقة وبقايا نظام الرئيس المخلوع عمر البشير التي ما زالت موجودة وتشكل خطرا قائما على القوى المدنية على حد تعبيره.

ووفقا لحمد فإن الخطابات الدينية المعادية للثورة تمثل تحديا كبيرا أمام عبور المرحلة الانتقالية بسلام، مستدلا على استغلال بعض "القوى القديمة" منابر المساجد لإثارة الكراهية ضد الثورة بتهم العلمانية والإلحاد.

حكومة كفاءات
أما الكاتب والمحلل السياسي السوداني فيصل محمد صالح فرأى أن العقبات القادمة يمكن العبور فوقها بالأداء الجاد وتشكيل حكومة انتقالية ذات كفاءات تخلو من "المحاصصة أو المجاملات" التي ستحدث فرقا كبيرا.

وأضاف صالح أنه كلما كانت الحكومة الجديدة ذات كفاءات مميزة وبرنامج واضح ستغطي على النقائص التي شابت الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية.

وفيما يخص الخلافات المتوقعة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، استبعد أن يحدث خلاف يرجع الأمور إلى الصفر، مستشهدا بوعي الشباب السوداني السياسي واستعداده التام للنهوض بالدولة إلى بر الأمان.

وأشار إلى أهمية أن يتحرر الإعلام السوداني من تحكم الدولة العميقة، وأن يساهم في زيادة الوعي ومناقشة القضايا الاقتصادية والسياسية الهامة في البلاد وعدم تجاهلها كما يحدث بالوقت الراهن.