ما وراء الخبر

عودة الشرعية إلى عدن.. انتصار عسكري أم تحول سياسي؟

ناقشت الحلقة آخر التطورات اليمنية وتساءلت: في أي سياق يأتي الانقلاب السريع في موازين القوى بين الحكومة الشرعية والقوات الموالية للإمارات بجنوب اليمن؟ وما تأثيرات هذا التحوّل على الأزمة اليمنية؟

قال الباحث السياسي علي العبسي إن سيطرة الحكومة اليمنية على عدن خلال يومين فقط هو انتصار سياسي قبل أن يكون مكسبا عسكريا، لأن المسألة غير منطقية عسكريا ولكن هناك ضوء سياسي دولي تسبب في انقلاب الموازين.

واعتبر -في تصريحاته لحلقة (2019/8/28) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن القرار الأهم للحكومة اليمنية هو عزمها تقديم شكوى لدى مجلس الأمن ضد الإمارات، وهذا ما تسبب في تحرك السعودية ودفع الإمارات إلى القبول بإحداث نوع من التسوية والحل السياسي، ثم إنها رفعت يدها عن المجلس الانتقالي الجنوبي التبع لها.

وشدد العبسي على أن النصر سياسي في المقام الأول لأن السعودية لا ترغب في تدخل المجتمع الدولي في اليمن، لكون ذلك يشكل تهديدا لها. وأشار إلى وجود اختلافات بين سياستيْ السعودية والإمارات في اليمن، إلا أن الرياض غضت الطرف أحيانا عن الأطماع والتصرفات الإماراتية.

نصر أم فوضى؟
وأضاف العبسي أن الإمارات تريد الانسحاب رسميا من التحالف مع الحفاظ على وجودها في اليمن من خلال أدواتها فقط، بينما تسعى السعودية إلى الحفاظ على الإمارات ضمن التحالف.

أما الباحث والمحلل السياسي البراء شيبان فقال إن الحكومة اليمنية كان أمام اختبار حقيقي لقدرتها على الصمود ومواجهة المجلس الانتقالي، كما أن التنسيق اليمني السعودي تمكن من الانتصار للشرعية اليمنية.

وذكر أن المجلس الانتقالي راهن على أن يكون هناك صمت سعودي مقابل مباركة إماراتية، إلا أن الإمارات اضطرت إلى أن تلزم الصمت لصالح تقدم السياسة السعودية، مشيرا أيضا إلى الالتحام اليمني الداخلي الذي تبنى مشروع الوحدة الوطنية.

وفي المقابل؛ شكك المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية نبيل خوري في قدرات الشرعية وحكومة الرئيس هادي وسيطرتها على جنوب اليمن، معتبرا أن الحديث عن انتصار للشرعية هو نوع من التسرع في ظل ما يحدث من "فوضى وانعدام لرؤية شاملة".

واعتبر خوري أن اسم الجيش الوطني اليمني "عبارة فضفاضة"، معتبرا أن ما حصل هو تمرد لقبائل شبوة وأبين على المجلس الانتقالي الجنوبي، وكذلك على أي وجود خارجي.