ما وراء الخبر

على أسوار غريان.. هُزم حفتر وفتح باب الجحيم على الإمارات

ناقشت حلقة (2019/6/28) من برنامج “ما وراء الخبر” تبعات الهزيمة التي مُني بها اللواء المتقاعد خليفة حفتر بمدينة غريان، كما ناقش موقف الإمارات بعد افتضاح أمر إمدادها حفتر بالأسلحة.

أكد أشرف الشح المستشار السابق للمجلس الأعلى في الدولة بليبيا أن الهزيمة التي مُني بها اللواء المتقاعد خليفة حفتر بمدينة غريان (غربي العاصمة طرابلس)، هي بداية النهاية له، ولما أسماه تحالف "قوى الشر العربي"، الذي قال إنه يتمثل في الإمارات والسعودية ومصر.

وقال الشح في تصريحات له خلال استضافته في حلقة (2019/6/28) من برنامج "ما وراء الخبر" إن الهزيمة التي مُني بها حفتر في غريان تخفي في طياتها هزيمة سياسية كبيرة له ولحلفائه العرب مناصري الثورات المضادة ولفرنسا أيضا.

وفي ما يتعلق بصعوبة الإمارات تحديدا، بعد طرد حفتر وقواته من مدينة غريان؛ أوضح الشح أن الإمارات وجدت نفسها في موقف لا تحسد عليه، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق فقط بمساندتها حفتر بالمال والأسلحة؛ فهو أمر معروف منذ فترة طويلة، لكن المشكلة تكمن في طبيعة هذه الأسلحة.

حيث أشار الشح إلى أن قوات حكومة الوفاق الوطني التي سيطرت على غريان بعد طرد قوات حفتر وجدت صناديق ضخمة من الأسلحة والصواريخ الأميركية، كما عثرت فيها على عقود الشراء التي أبرمت بين الولايات المتحدة والإمارات، وتضمنت تعهدات إماراتية بعدم نقل هذه الأسلحة لأي ساحة حرب أخرى.

وتأكيدا على خطورة المسألة، قال الشح إن مسؤولين عسكريين أميركيين كبارا تعرضوا خلال اجتماع عسكري بإيطاليا لأسئلة من قبل الصحفيين بشأن إذا كان لديهم علم بأن الإمارات نقلت هذه الأسلحة لدعم حفتر في ليبيا، مشيرا إلى أن الأميركيين نفوا علمهم بهذا الأمر.

وتوقع الشح ألا يفوّت الكونغرس هذه القضية، وأن يستجوب الحكومة بشأن إذا كانت تعلم أن أسلحة أميركية تستغل لدعم جماعات إرهابية، خاصة أن حفتر يواجه تهما بالإرهاب أمام المحاكم الأميركية.

وطالب رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا فايز السراج بالتوقف عن التعامل بدبلوماسية مع النظامين "المجرمين" الحاكمين في الإمارات ومصر، التي قال إنه ثبت للجميع مشاركتهما في قتل الليبيين.

فشل متكامل
من جانبه، أكد صلاح القادري الباحث المتخصص في قضايا العالم العربي والإسلامي أن هزيمة حفتر في غريان هي هزيمة عسكرية وسياسية له ولداعميه من مناهضي الثورات العربية، وكذلك لحلفائه الأوروبيين.

وأكد القادري أن ما جرى في غريان هو بداية النهاية لحفتر، الذي قال إنه لا مكان له في ليبيا بعد اليوم، وكذلك الإمارات والسعودية ومصر، التي قال إنها بدأت تتقهقر في ليبيا، وستضطر للأمر نفسه في الدول الأخرى التي تعيث فيها خرابا.

بدوره، شدد الخبير العسكري الإستراتيجي على الدلالة الكبيرة لسقوط مدينة غريان، التي وصفها بالشريان الأساسي إلى جانب مدينة ترهونة لقوات حفتر في هجومه على طرابلس.

وأشاد أبو نوار بالتكتيك العسكري الذي اعتمدته قوات حكومة الوفاق لاستعادة سيطرتها على مدينة غريان، واستبعد أن ينجح حفتر في تنفيذ تهديداته بإعادة السيطرة على المدينة.