
لماذا تراجع ترامب عن توجيه ضربة عسكرية لإيران؟
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفاصيل ضربة عسكرية كان سيوجهها فجر اليوم الجمعة لمنشآت ومواقع إيرانية مختلفة، ردا على إسقاط طهران طائرة أميركية مسيرة صباح أمس الخميس.
وقال ترامب في تغريدات له إنه قرر وقف الضربة على إيران قبل عشر دقائق من تنفيذها، لأنها لم تكن متناسبة مع إسقاط طائرة مراقبة أميركية مسيّرة غير مأهولة.
وقد تضاربت الروايات حول السبب الحقيقي الذي جعل ترامب يتراجع عن الضربة العسكرية، بين تخوف ترامب من الخسارة البشرية المحتملة، أو حذره الشديد من الدخول في حرب مدمرة قد تتسع رقعتها في المنطقة.
قوة إيران الدفاعية
أستاذ العلوم السياسية محمد مرندي قال إن "تراجع ترامب لا علاقة له بالخسارة البشرية المتوقعة، بدليل مساعدته للسعودية في حرب اليمن، بل هو اعتراف بالقوة الدفاعية الإيرانية التي أسقطت طائرة أميركية مسيّرة".
وأضاف مرندي في تصريحاته لحلقة الجمعة (2019/6/21) من برنامج "ما وراء الخبر" أن الحرب ستشغل المنطقة بالكامل إذا وجهت الولايات المتحدة ضربة عسكرية ضد إيران. كما أن أسواق النفط ستواجه عواقب "كارثية"، واصفا خطوة ترامب بأنها عقلانية، خاصة أن تسببه في أي مخاطر عسكرية قد يكون سببا في عدم انتخابه.
وأوضح أن أميركا دخلت الأجواء الإيرانية بشكل غير قانوني، مستدلا على ذلك بحصول طهران على بقايا الطائرة، مشددا على أنها استطاعت إسقاطها بصاروخ إيراني رغم أن الطائرة تعد الأكثر حداثة والأغلى سعرا.
بدوره، اعتبر المدير السابق لمركز دراسات الخليج في جامعة قطر عبد الله باعبود أن المرحلة خطيرة جدا وتقتضي حسابات دقيقة، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق بالخسارة البشرية، فترامب يعلم أنه يقابل "ندا قويا وشرسا لا يرضخ لإملاءاته"، بل يتعامل بصبر إستراتيجي وحنكة لفهم السياسة الأميركية.
خسارة بشرية
وذهب باعبود إلى أن أميركا تتعامل بعنجهية، معتبرا أن الوقت حان للتحلي بالحكمة والعقلانية، لأن الدفع بالمنطقة نحو حافة الهاوية لن يفيد أحدا، ولن يجدي الاستقواء بأميركا نفعا، مطالبا الدول العربية بمد يدها إلى إيران بدل الاستقواء بأميركا لضربها.
أما على الصعيد الأميركي، فقد أفاد السياسي والمستشار الإعلامي برادلي بلايكمان بأن السبب وراء تراجع ترامب عن ضرب إيران يعود إلى عدم تناسب إلحاق الأذى بطائرة مع الخسارة البشرية المتوقعة من ضرب طهران.
واعتبر بلايكمان أن ترامب كان حذرا، لكن التراجع عن الضربة لا يعني بالضرورة عدم نية استهداف إيران في وقت آخر، إذ لا بد من الرد على إسقاط الطائرة الأميركية.
وختم حديثه بالتأكيد أن إيران تحاول استفزاز أميركا، ولكن الأخيرة تتريث في رد الفعل الذي قد يؤذي حلفاءها في المنطقة.