
قمم مكة تتجاهل الحرب باليمن.. أيهما أهم نفط السعودية أم حياة اليمنيين؟
قال المحلل السياسي عمر عياصرة إن الملف اليمني يعتبر "عورة" عند السعودية لذلك تم تجاوزه بالقمم الثلاث التي استضافتها، وطالبها بمراجعة سياستها، لأنها خافت على نفسها من طائرتين، بينما لم تبد أي خوف على مصير الشعب اليمني الذي إن لم يقتله الرصاص ينال منه وباء الكوليرا.
وأضاف في تصريحاته لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2019/6/1) أن القمم الثلاث عقدت في مكة بأجندة سعودية، إذ اهتمت بمن من لا يجوز موتهم -على حد تعبيره- في العالم العربي. معتبرا أن السعودية تعاطت بمنهج انتقائي، يجعلها ترى نفسها مختلفة عن البقية، فلا يجوز لأحد أن يهددها أو يقض مضاجعها، أما اليمنيون مجرد "أغيار".
وأشار إلى أن السعودية غيبت الملف اليمني عن القمم لأنها لا تريد فتح المجال أمام الدول العربية للتدخل فيه والإشارة إلى أخطائها، مؤكدا تورطها في الحرب باعتبارها جزءا من الاستقطاب وليس إدارة الأزمة اليمنية.
وذهب إلى أن اليمن ليست قضية عصابة ودولة بل هي قضية دولية، وشرعيتها "محجوزة" من طرف السعودية والإمارات.
وطالب السعودية برفع يدها عن اليمن وعدم التدخل فيه، مؤكدا أن اليمنيين قادرون على حسم الخلاف مع الحوثيين. واعتبر أن من يعيق حل الأزمة في اليمن ويساهم في سفك الدماء هو استمرار عنجهية التحالف السعودي الإماراتي بتغييب معاناة الشعب اليمني عن قمم مكة.
استهتار بحياة اليمنيين
وبدوره نوه المتحدث باسم "تيار الوعد اليمني" ياسين التميمي إلى أن المفارقة الواضحة في قمم مكة، هو أنه جرى تغييب اليمن رغم أنه يشكل أحد المحركات الأساسية لهواجس السعودية من وراء انعقاد هذه القمم.
وأشار إلى أن اليمن حضر من خلال الصواريخ والطيارات المسيرة، بينما تم التجاهل التام لآثار الحرب على اليمنيين، معتبرا أن العقدة الأخلاقية لقمم مكة هي أنها اختارت المكان المقدس، لكي تفرق الدول العربية لا لتوحدها.
وأفاد بأن التحالف السعودي الإماراتي يريد التغطية على ما يدور في اليمن، وذلك بتوظيف تداعيات الحرب لصالحه وضمن أجندة أميركية إسرائيلية واضحة، معتبرا أن الهدف من وراء القمم الثلاث يتمثل في إيجاد أرضية سياسية وقبول عام لترتيبات الأطراف المشاركة في صفقة القرن.
وأضاف أن السعودية حاولت إظهار إيران كأنها العدو الأول والأخير في المنطقة، بغية التغطية على التهديدات الحقيقية التي يواجهها العرب المتعلقة بتصفية القضية الفلسطينية والاستيلاء على القدس وضم الجولان، وغيرها من القضايا التي تشكل نواة المواجهة العربية الإسرائيلية.
وأكد أن السعودية تعتمد منهجا انتقائيا، يتيح لها التركيز على اعتداءات الحوثيين وغض الطرف عن استباحة دماء وأراضي اليمنيين من طرف التحالف، معتبرا أن التذرع بالاعتداءات اليمنية مجرد محاولة تغطية للتحالف عن جرائمهم في اليمن.
لا وجود لحرب ضد اليمن
في المقابل، رأى الباحث المختص في شؤون أوروبا والشرق الأوسط علي ناصر الدين أنه لا وجود لحرب ضد اليمن، بل هناك حكومة شرعية تسيطر على 70% من الأراضي، بينما توجد ما أسماها عصابات حوثية مدعومة من إيران تواجه الشرعية.
واعتبر أن القمم كانت ناجحة لخروجها ببيان واضح يدين "التدخلات الإيرانية والأعمال الإرهابية الحوثية"، مبررا عدم التركيز على أزمة اليمن والقضية الفلسطينية بأنه لا جدوى من تكرار التطرق لهما في كل القمم.
وأعرب عن استغرابه من تسليط الضور على السعودية والإمارات، وغض الطرف عن إيران وحزب الله والحشد الشعبي في سوريا وكذلك جماعة الحوثي.