ما وراء الخبر

هل كان السراج يعلم بنية حفتر مهاجمة طرابلس؟

ناقشت حلقة ما وراء الخبر مسار المواجهات جنوب طرابلس الليبية بعد إطلاق حكومة الوفاق حملة عسكرية واسعة تشمل مدنا ليبية، وتساءلت عن مواقف القوى الدولية من أطراف النزاع.

قال أستاذ العلاقات الدولية والسياسات المقارنة بجامعة تكساس إبراهيم هيبة إن الاجتماع الذي عقد بين رئيس حكومة الوفاق فائز السراج وبين اللواء المتقاعد خليفة حفتر بحضور مبعوث أممي أفضى لسماح السراج بدخول مبدئي لقوات حفتر العسكرية لطرابلس.

وأضاف هيبة -في تصريحاته لحلقة "ما وراء الخبر" بتاريخ (2019/4/7) أن السراج لقي رفضا من قبل حلفائه في ليبيا عند مشاورتهم بشأن تلك الخطوة، إلا أن قوات حفتر تعجلت بالدخول لطرابلس دون التمهل للحصول على أذن الدخول النهائي.

وعبر عن قناعته بأن خطوة هجوم حفتر على طرابلس هي "خطوة خاطئة"، حيث أكد أنها صبت بمصلحة المليشيات العسكرية في طرابلس وعززت من زخم الجماعات المتطرفة وأرجعتها إلى الساحة من جديد.

وفي المقابل، استبعد أستاذ الشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن وليام لورانس أن يكون السراج قد سمح لحفتر بالدخول لطرابلس، إلا أنه تحدث عن وجود اتفاق للسماح للسراج بالذهاب إلى الجنوب الليبي طالما أنه يسلم النفط للسعودية ويبعث كل الأموال للحكومة المركزية.

واعتبر لورانس أن انسحاب قوات المراقبة الأميركية التي كانت موجودة في ليبيا دليلا على خطورة الوضع هناك.

كما تحدث عن احتمالية تطور الوضع ليصل إلى حرب وقتال بين أطراف النزاع، الأمر الذي سيؤدي لانسحاب كافة المنظمات والمؤسسات الدولية، وشكك بإمكانية ثبات المليشيات التي أعلنت ولاءها سابقا لحكومة السراج على مواقفها.

كما استبعد أن تغير فرنسا موقفها الداعم لخليفة حفتر ماديا وعسكريا، معتبرا أن موقفها مقسما بين حكومة الوفاق وقوات حفتر، وأوضح أن الحكومة الليبية لطالما رفضت أكثر من مرة تدخل قوات الأمم المتحدة أو أي قوات أجنبية إلى ليبيا.


هجوم متوقع
أما الخبير في الشؤون الأمنية محمد أبو مديس فقال إن هجوم حفتر كان متوقعا من قبل الخبراء الأمنيين، إلا أن الجهات السياسية لم تتوقع ذلك، لأنها كانت تعول على الاتفاق السياسي ولوجود ضمانات دولية وداخلية بوجود حكومة موحدة برعاية أممية.

وقال مديس إن هناك تلاحما ووحدة بين القوات العسكرية في وسط وغرب ليبيا ضد قوات حفتر، ووصف تحرك حفتر وقواته العسكرية إلى أطراف طرابلس بأنه "انتحار عسكري"، لأنهم لم يحتاطوا بإمدادات كافية تؤهلهم لاجتياز المسافة الطويلة.

وتعجب الخبير الليبي من حدوث مثل هذا الهجوم في ظل وجود هيئة الأمم المتحدة داخل طرابلس، وقال إن الشعب الليبي سخر من تصريح الأمين العام للأمم المتحدة وقوله "إن قلبه يعتصر"، تعليقا على ما حدث دون التحرك قيد أنملة لإيقاف ذلك التقدم.