ما وراء الخبر

بعد إطلاقه "عملية تحرير العاصمة".. هل سيتمكن حفتر من دخول طرابلس؟

ناقشت الحلقة أهداف اللواء حفتر من إطلاقه “عملية تحرير العاصمة طرابلس”، ومطالبته سكانها بالاستسلام. وتساءلت عن المسارات التي يمكن أن تتخذها التطورات بليبيا على ضوء تصعيد حفتر وتوعد الحكومة بالتصدي.

قال المحلل السياسي الليبي السنوسي إسماعيل إن أهداف اللواء المتقاعد خليفة حفتر من إطلاقه الآن "عملية تحرير العاصمة طرابلس" تأتي في مقدمتها محاولته التأثير على مؤتمر غدامس الوطني الذي من المقرر عقده خلال أيام، أو حتى إلغاء تنظيمه لأنه لن يكون ممكنا اجتماع أطرافه في ظل التصعيد العسكري.

وأضاف إسماعيل -في تصريحات لحلقة (2019/4/4) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن حفتر يريد أن ينال حصة كبرى من مخرجات هذا المؤتمر إن انعقد، لأنه سيناقش قضايا مصيرية مثل الدستور والانتخابات وتوحيد المؤسسات كالجيش والحكومة والبرلمان؛ مشيرا إلى أنه بهذا التصعيد يؤكد أنه يعتمد المنطق العسكري ويرفض الحلول السياسية، وهو ما فعله من قبل حين رفض اتفاق الصخيرات رغم توقيعه من برلمان يؤيد حفتر.

وأكد أن حفتر يستخدم بكفاءة "الإعلام المسلح" الذي يعتمد على التعبئة والدعاية السوداء للوصول لأهداف عسكرية، ولذلك تبدو قوته العسكرية أكبر من حجمها الحقيقي، كما أنه يشتري الولاءات بالمال. وأعرب عن خشيته من وقوع مأساة إنسانية كبيرة إن حدث هجوم على طرابلس المكتظة بمليونين من السكان، مؤكدا أن المبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة لا يملك سوى إرسال الرسائل التي لا تساوي شيئا، أما القوة الحقيقية التي يمكنها وقف "هذا العبث" فهي أعضاء مجلس الأمن الدولي وخاصة أميركا.

أما الكاتب والمحلل السياسي الليبي محمد بويصير فرأى أن المسار السياسي هو المستهدف بعملية حفتر العسكرية، خاصة أن حفتر يرى أن مكانه الطبيعي هو وراثة عرش معمر القذافي. ورغم أن ما سيطُرح في مؤتمر غدامس يعطيه دورا مستقبليا فإنه لا يكتفي بذلك لأنه يريد الهيمنة على كل شيء، كما يتضح من ممارساته في المنطقة الشرقية من البلاد التي يسيطر عليها.

رهان خاسر
وأوضح أن تحركات حفتر الحالية مجرد مغامرة يضخم حجمها إعلامه المسلح ودعايته المهولة التي تسبق دائما تقدمه الميداني عسكريا، ولكن لن تستطيع قواته التغلب على كل القوى التي هبت للدفاع عن العاصمة، ولا على رغبة الليبيين في ممارسة السياسة للوصول إلى تأسيس نظام مدني يكون بعيدا عن الهيمنة والاستبداد. ونفى وجود معارك حاسمة قرب طرابلس حتى الآن.

وتوقع بويصير أن الإدارة الأميركية لن تقبل بدخول حفتر طرابلس عنوة والقضاء على المسار السياسي الموجود، خاصة أن العاصمة هي آخر مكان يؤمل أن تقام عليها الدولة المدنية الديمقراطية. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه ضعيف، وقال إن مبعوثه لليبيا غسان سلامة لا يُعلم لمن ولاؤُه؟

ومن جهته؛ يعتقد الخبير في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام أن حفتر لديه وضوح فيما يريده وهو حسم المعركة بشأن العاصمة والسيطرة على مجمل البلاد، ويساعده في ذلك أن لديه القوة والدعم المالي الكبير ومخازن السلاح الذي تمده به دول عديدة تدعمه. وأوضح أن المشكلة تكمن في أن رئيس الحكومة فائز السراج ظل مترددا في أمر حفتر، حيث التقاه مرات واتفق معه ثم كان حفتر يستغل كل ذلك للتقدم عسكريا مجددا.

ويرى أن حفتر لن يوقفه شيء لأنه يعرف ما يريد وسيخوض معارك حقيقية في مصراتة وطرابلس خاصة إذا تمكن من أن يحدث انشقاقا في صفوف القبائل، وعندها سيحسم المعركة إما بتوقيع اتفاق يدخل بموجبه العاصمة سلميا أو أن تجري معارك قد تكون مكلفة، ولن يتورع فيها حفتر عن ارتكاب أي شيء.

وأكد صيام أن المجتمع الدولي –وخاصة واشنطن- لا يمكن التعويل عليه لأنه هو الذي احتضن حفتر حين التقى –تحت إشرافه- مرات مع السراج في فرنسا والإمارات، ولم يمنعه من دعمه ارتكابه جرائم في كل المناطق التي سيطر عليها، لأن المراهنة السياسية الدولية -الذي يسيطر على مناطق النفط- على حفتر أكبر منها على السراج.