ما وراء الخبر

الحوثيون يتمددون.. لماذا يخذل التحالف السعودي الإماراتي المقاومة اليمنية؟

ناقشت الحلقة دوافع إحجام التحالف السعودي الإماراتي عن دعم المقاومة اليمنية في مواجهاتها الأخيرة مع الحوثيين، وتساءل عن دلالة تقدم الحوثيين ميدانيا بعد أربعة أعوام من توعد التحالف بهزيمتهم.

قال الأمين العام للهيئة العامة لحماية السيادة ودحر الانقلاب ياسين التميمي إن جماعة الحوثي تمددت عسكريا خلال الأسبوع الأخير في عدة محافظات يمنية، ووصلت إلى "مناطق حساسة جدا" مرتبطة بمخطط الإمارات الساعي إلى شطر اليمن نصفين شمالي وجنوبي، لافتا إلى أن القوات الداعمة للإمارات في هذه المناطق صُدمت بوصول صواريخ الحوثي إلى مواقعهم.

وأضاف التميمي –في تصريحات للجزيرة ضمن حلقة (2019/4/22) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن ذلك التمدد جاء انعكاسا لما تشعر به الإمارات من صدمة بسبب جهود الحكومة الشرعية الساعية لاستعادة مؤسسات الدولة، كمجلس النواب (البرلمان) الذي انعقد مؤخرا بدفع سعودي في مدينة سيؤون بعد رفض الإمارات انعقاده في عدن. وأشار إلى أن لدى الحكومة اليمنية خيارات كثيرة لكن قيادتها تفتقر إلى الرؤية ولديها ترهل وانعدام خيال في استخدام هذه الإمكانيات.

وأوضح أن ردة الفعل الإماراتية تمثلت في رفع الغطاء عن المعارك التي كانت تدور في هذه المناطق التي تمدد فيها الحوثي مؤخرا، ولم يكن ذلك التمدد بسبب قلة المقاومين أو ضعفهم ولكنه كان نتيجة لحصار الإمارات لهم وعدم إمدادهم بالسلاح وعوامل الصمود لا من التحالف ولا من الحكومة الشرعية، وبالتالي فقد أحجموا عن القتال لما قد يقود إليه من إلقاء بالأنفس إلى التهلكة.

وأكد أن الإمارات تريد بسلوكها ذلك تلقين الشرعية درسا لتمردها على سيطرتها ومحاولتها تصدير النفط اليمني مجددا، واستنزاف القوى الوطنية -وفي طليعتها حزب الإصلاح- بالقتال على أكثر من جبهة دون إسناد جوي أو إمداد بأسلحة نوعية. وذهب إلى أن "سوء إدارة الحرب وخبث النيات" والأهداف الخفية الجيوسياسية لدى التحالف -وخاصة الإمارات- هي التي جعلت الحوثي قادرا حتى على احتلال مواقع داخل السعودية وتحليق طائراته في أجواء الإمارات.

إدارة سيئة للحرب
ومن جهته؛ يرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الناصر المودع أنه لا دليل على أن التحالف السعودي الإماراتي يحجم عن إمداد المقاومة اليمنية بالسلاح بدليل أنه ما زالت هناك غارات يومية على الحوثي، لكن هناك سوء إدارة للأمور وما يجري من تمدد للحوثيين هو نتيجة لذلك ولكونهم لديهم إستراتيجية واضحة للحرب.

كما أكد أنه لا توجد معلومات تثبت حصول تواصل للحوثيين مع الإمارات لكن قد يكون هناك تنسيق ضمني. وأضاف أن الحوثي يريد الوصول إلى الحدود التي كانت بين شطري البلاد لأن ذلك هو مصلحته وليس التقدم إلى محافظة الضالع والجنوب، مشددا على أنه لا يمكن أن يتم انفصال الجنوب اليمني بإرادة أي طرف في التحالف، كما أن تقرير المصير غير ممكن دستوريا ولا حتى طبقا للقانون الدولي.

وأشار المودع إلى أن الحوثي أكثر كفاءة في التعامل مع القبائل اليمنية والشأن المحلي من الحكومة التي يبدو تعاملها باهتا، وهذا من أسباب إخفاق التحالف ميدانيا لأنه ليست لديه الخبرة والقدرة الكافية. ولم يستبعد أن يحرز الحوثي اختراقا للمكونات القبلية في القوات التابعة التحالف.

وأوضح أنه من مصلحة السعودية وجود قوة محلية مسيطرة وتتعاون معها لأن اليمن مستنقع حقيقي بالنسبة لها وللإمارات، نافيا وجود تناقض بين الدولتين لأن اليمن شأن أمني سعودي وقضية إستراتيجية لها وليس كذلك الوضع بالنسبة للإمارات، ولكن أيا منهما لم تحقق أي إنجازات حقيقية على الأرض رغم أن الحرب مكلفة لهما، وسيتعمق تورطهما خاصة مع استمرار سوء إدارتهما للحرب وتوالي الخسائر وتوالد الصراعات داخل البلاد.