ما وراء الخبر

كيف ستحاسب أوروبا السعودية والإمارات والبحرين على انتهاكات حقوق الإنسان؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” في حلقته بتاريخ (2019/2/19) دلالات مناقشة لجنة حقوق الإنسان بالاتحاد الأوروبي انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب في كل من السعودية والإمارات والبحرين.

ماذا يعني فتح مجلس حقوق الإنسان بالبرلمان الأوروبي ملف انتهاكات حقوق الإنسان في كل من السعودية والإمارات والبحرين؟ وما دلالات عقد المجلس جلسة استماع لذوي ضحايا حقوق الإنسان في هذه الدول؟ وما تأثير مثل هذا التحرك على أوروبا السياسية؟

برنامج "ما وراء الخبر" ناقش في حلقته بتاريخ (2019/2/19) هذا الملف، متسائلا عن أبعاد ودلالات الخطوة الأوروبية.

السعودية مستهدفة
الكاتب والصحفي علي ناصر الدين، رأى في خطوة البرلمان الأوروبي إمعانا في استهداف الإمارات والبحرين وبدرجة أكبر السعودية، من قبل من وصفهم بأعدائها الكثيرين.

واستهجن ناصر الدين مطالبة الأوروبيين للسعودية بتطبيق حقوق إنسان بالمفهوم الغربي على السعودية، البلد الذي يتمتع بثقافة إسلامية وعربية لا تتقبل القيم الحقوقية الغربية بالصورة التي هي عليه في أوروبا.

بدوره لم يستبعد الكاتب والمحلل السياسي عمر عياصرة أن تكون السعودية مستهدفة، لكنه أشار إلى أنها هي التي تعطي الذرائع للغير لاستهدافها، فهي التي تسجن فتيات لأنهن طالبن بحقوق لا تمس أبدا مصالح الدولة أو النظام الحاكم، وهي التي ترفض التعاون بالكشف عن كافة ملابسات جريمة خاشقجي التي وقعت في قنصليتها.

غير أن عضو لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي جوزيف فايد نهولدز، رفض أن يكون التحرك الأوروبي الأخير جاء في سياق استهداف السعودية، وأكد أن أوروبا لا تريد أن تفرض قيما على السعودية تتعارض مع ثقافتها العربية الإسلامية، ولكنه أوضح أن أوروبا تطالب السعودية بتطبيق إعلان حقوق الإنسان العالمي الذي وقعت عليه وأعلنت التزامها به.

وتأكيدا على عدم استهداف السعودية، أشار نهولدز إلى أن البرلمان الأوروبي يناقش موضوع حقوق الإنسان في هنغاريا لأنه لديه ما يقلقه هناك، مع أن هنغاريا عضو بالاتحاد الأوروبي.

وأكد نهولدز أن مجلس حقوق الإنسان الأوروبي بات مدركا أن السعودية لا تحترم حقوق الإنسان، وأن انتهاكاتها في هذا المجال في تزايد مستمر.

الحرب هي السبب
مرة أخرى حاول الصحفي علي ناصر الدين تبرير سلوك السعودية، مؤكدا أنها تواجه الآن تحديا على صعيدين مهمين يجعل من الصعب عليها تطبيق حقوق الإنسان كاملة بالمرحلة الحالية. وأوضح أن هذين التحديين يتمثلان في الحرب التي تخوضها باليمن، والثاني بالثورة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي يقودها ولي العهد محمد بن سلمان.

وأعرب عن قناعته بأن السعودية سوف تكون أكثر اهتماما بمجال حقوق الإنسان عندما تنتهي من هذين التحديين.

غير أن عياصرة رفض هذه المبررات وتساءل عن علاقة حبس الناشطة لجين الهذلول بالحرب التي تخوضها السعودية باليمن، وما علاقة قتل خاشقجي بكل التحديات التي تواجه السعودية.

وأوضح عياصرة أن السعودية إذا كانت تعتبر نفسها أمام تحديين هو حربها باليمن وثورتها الداخلية، فكان الأولى بصانع السياسة بالسعودية أن يهدئ الساحة الداخلية لا أن يثيرها باعتقال النشطاء وحبس أفراد العائلة وتدوير زوايا تحالفاته فجأة وتغيير مفاهيم الدين.

بدوره أكد نهولدز أن الأولى بالسعودية إنهاء حرب اليمن، لأنها من ملفات حقوق الإنسان السوداء بالنسبة للسعودية، لا أن تتخذ من هذه الحرب ذريعة لانتهاك حقوق السعوديين.

ماذا بعد؟
وفيما يتعلق بالتداعيات المحتملة لمناقشة مجلس حقوق الإنسان بالبرلمان الأوروبي لحقوق الإنسان في كل من السعودية والإمارات والبحرين، اعتبر عياصرة أن هذه الخطوة بمثابة قوة ضغط على أوروبا السياسية، لدفعها لاتخاذ خطوات جادة وعملية ضد هذه الدول تجبرها على احترام حقوق الإنسان.

فيما أكد نهولدز أن البرلمان الأوروبي بات على قناعة بأهمية اتخاذ خطوات عملية بحق هذه الدول، مثل وقف بيع الأسلحة وتجميد بعض الأرصدة وغيرها من الخطوات.