ما وراء الخبر

ما الذي يقلق واشنطن بالحكومة اللبنانية الجديدة؟

سلط برنامج “ما وراء الخبر” في حلقته بتاريخ (2019/2/1) الضوء على الحكومة اللبنانية الجديدة التي جرى التوافق عليها بعد تسعة أشهر من مخاض عسير، وعلى أبرز التحديات التي تواجهها.

بعد تسعة أشهر من الانتظار والتوتر والشد والجذب وتبادل الاتهامات، جرى الإعلان في بيروت عن تشكيل حكومة توافق وطني جديدة برئاسة سعد الحريري وبعضوية جميع القوى اللبنانية، ورغم ابتهاج الكثير من اللبنانيين بهذا الإنجاز، فإن قوى دولية ولبنانية لم تخف قلقها من تشكيلة الحكومة الجديدة، معتبرة إياها تخضع لسيطرة بعض القوى اللبنانية دون غيرها، ومشككة بقدرتها على مواجهة الاستحقاقات بالمشهد اللبناني.

"ما وراء الخبر" تساءل بحلقته بتاريخ (2019/2/1) عن ماهية الأمور التي استجدت وأدت بدورها لتذليل العقبات التي حالت طوال تسعة أشهر دون تشكيل الحكومة اللبنانية، وكذلك عن أهم التحديات التي تواجه الحكومة خاصة بعد إعراب واشنطن عن قلقها من سيطرة حزب الله على بعض الوزارات خاصة وزارة الصحة.

ضغوط دولية
بحسب رئيس تحرير صحيفة اللواء صلاح سلام، فإن تطورات سياسية دولية هي التي أجبرت حزب الله اللبناني على تفكيك الكثير من العقد التي كان يضعها أمام تشكيل حكومة جديدة بلبنان، موضحا أن هذه الضغوط تتمثل باجتماع وارسو الذي دعت إليه واشنطن لمواجهة النفوذ الإيراني، وكذلك العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على إيران.

وقال سلام إن هذه الحكومة جاءت بولادة قيصرية وليست طبيعية، ووصفها بالحكومة الهجينة وليست الوطنية، فبرأيه أن الحكومة تتشكل من وزراء متخالفين في الآراء والتوجهات، الأمر الذي يثير الشكوك بقدرتها على إدارة أمور البلاد.

لكن الكاتب الصحفي والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر رفض وجهة نظر سلام، وقال إن إدراك كافة القوى اللبنانية أنها بحاجة لبعضها البعض، وإنه لا يمكن إقصاء أيا كان من المشهد السياسي هو الذي أدى لتذليل العقبات والتوصل لتشكيل الحكومة الجديدة.

كما أشار عبد الساتر لجهود فردية لشخصيات سياسية وعامة لبنانية ساهمت بتذليل بعض الصعاب بطريق تشكيل الحكومة.

حزب الله وقلق واشنطن
وفيما يتعلق بتحفظات بعض القوى اللبنانية والإقليمية والدولية على سيطرة حزب الله على الحكومة بواقع 18 وزارة من أصل 30، أقر عبد الساتر بسيطرة حزب الله على عدد أكبر من وزارات الحكومة، لكنه رأى أنها سيطرة طبيعية، كونها تنبثق من النتائج الانتخابية الأخيرة بالبلاد التي أجريت بناء على قانون انتخابي جرى التوافق عليه بين جميع القوى اللبنانية.

وأوضح أن النتائج الانتخابية أظهرت تراجع وتقهقر الجماعات والقوى الموالية للسعودية، وبالتالي لم تعد العباءة السعودية تظلل المشهد السياسي بلبنان.

وأشار إلى أن الحكومة الجديدة لديها تحديات كبرى عليها مواجهتها، بمقدمتها النازحون السوريون بلبنان، وهو ملف كان يرفض رئيس الحكومة سعد الحريري التعامل معه، بدعوى أنه يرفض التعامل مع النظام السوري، وقال عبد الساتر إن الحريري كان يرأس الحكومة كأنه مواطن سعودي يدير الحكومة اللبنانية، "لكن الوضع الآن تبدل".

وفيما يتعلق بانزعاج واشنطن من سيطرة الحزب على بعض الوزارات الخدماتية خاصة وزارة الصحة، سخر عبد الساتر من "القلق الأميركي" ومن التهديدات المبطنة بحجب المساعدات الأميركية، مؤكدا أن لبنان سيكون بخير لو سلم من التدخل الأميركي.

غير أن سلام شدد على هشاشة الوضع الاقتصادي بلبنان، وبالتالي على حاجته للدعم المالي الخارجي، ومساندة القوى الإقليمية والدولية.