ما وراء الخبر

بعد قصفها الحشد الشعبي.. هل وقعت واشنطن بمصيدة نصبتها لها إيران بالعراق؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” بحلقته بتاريخ (2019/12/30) أبعاد الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة للحشد الشعبي بالعراق وأوقعت عشرات القتلى والجرحى، وتساءل عن السيناريوهات المحتملة لاحقا.

قال المحلل السياسي والباحث في مركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي إن إيران نجحت إلى حد بعيد في استفزاز الولايات المتحدة ودفعتها لتوجيه ضربة عسكرية قاسية للحشد الشعبي في العراق أوقعت عشرات العراقيين بين قتيل وجريح.

وبحسب تصريحات مكي لبرنامج "ما وراء الخبر" بحلقته بتاريخ (2019/12/30)، فإن الهجوم الذي أثار غضب الإدارة الأميركية والذي قتل فيه متقاعد مدني أميركي وجرح عدد من الجنود، لم يكن الأول من نوعه، بل إنه الجهوم الحادي عشر للحشد الشعبي، مشيرا إلى أن كل الهجمات السابقة التي كان يشنها الحشد أو المليشيات التابعة لإيران كانت تستهدف إلحاق أضرار مادية فقط.

ووفقا لمكي فإن الحشد الشعبي تعمّد هذه المرة إيقاع خسائر بشرية بين الجنود الأميركيين رغبة من إيران في أمرين، وهما تأجيح الشارع العراقي ضد الوجود الأميركي والضغط على الحكومة لطرد القوات الأميركية، مشيرا إلى أن هذا ما حدث فعلا، حيث عبرت القوى الشعبية عن عدم رضاها عن بقاء القوات الأميركية، في حين أمهلت بعض الفصائل والمليشيات الحكومة بعض الوقت لإخراج الأميركيين بالحوار الدبلوماسي، قبل أن تتدخل المليشيات وتلجأ للسلاح لطردهم.

وفي حال خروج القوات الأميركية، فإن هذا سيعد نصرا لإيران التي سوف تستعيد هيمنتها على العراق وعلى المنطقة، وإذا رفضت الولايات المتحدة إخراج قواتها، فإنها ستكون وقعت في الخطة الإيرانية لجلبها لحرب بالعراق، وفي هذه الحالة أيضا -يرى مكي- أن إيران وأتباعها هم المستفيدون، إذ إنهم بحجة الحرب سوف يضغطون لإنهاء المظاهرات الشعبية العارمة بالشوارع والتي من ضمن مطالبها إنهاء الهيمنة والتدخل الإيراني بالعراق.

وتحدث مكي عن أضرار كبيرة لحقت بإيران جراء هذه المظاهرات، من أبرزها أنها فقدت قاعدتها الشعبية بالعراق، كما أنها خسرت اقتصاديا في ظل المطالبات بمقاطعة الصناعات الإيرانية، مما أجبر العديد من المصانع الإيرانية بالعراق على الإغلاق، إضافة إلى فقدانها هيمنتها وسيطرتها على القرار العراقي.

أما لماذا وقعت الإدارة الأميركية في المكيدة؟ فبرأي مكي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجد نفسه مطالبا بالرد على الهجوم الذي أودى بحياة أميركي، وإلا فإنه سيتهم من قبل الرأي العام ببلاده بأنه يهادن إيران حتى على حساب أرواح الأميركيين، مشيرا في الوقت ذاته إلى المشاكل الداخلية الكبيرة التي يواجهها ترامب ببلاده.

من جانبه اتقف أستاذ العلوم السياسية في جامعة "رنغرز" أريك ديفينس على أن إيران تريد جر الولايات المتحدة لحرب على الساحة العراقية، لكنه أكد على قناعته بأن ترامب لن يقع بالمكيدة الإيرانية وسيكتفي بتوجيه ضربات جوية لأذرع إيران في كل مرة تتعرض فيها قواته على أرض العراق لهجوم.

وقال ديفينس إن إيران من خلال مليشياتها في العراق تسعى لاستعادة الهيمنة السياسية على هذا البلد، كما أنها تسعى لوضع يدها على مقدراته المالية بشكل أكبر حتى تتجاوز آثار العقوبات الاقتصادية التي تفرضها عليها الولايات المتحدة.