ما وراء الخبر

العودة المنقوصة للحكومة إلى عدن.. هل هي بوادر فشل اتفاق الرياض؟

ناقشت حلقة (2019/11/18) من برنامج “ما وراء الخبر” خلفيات ودلالات الأحداث الأمنية والمواقف السياسية التي أحاطت بعودة الحكومة اليمنية إلى عدن، وتساءلت عن مستقبل اتفاق الرياض وسط تعقيدات تطبيقه.

قال القيادي في المقاومة الجنوبية اليمنية عادل الحسني إن عودة رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك إلى محافظة عدن لا تعني بدء تنفيذ اتفاق الرياض، وذلك لأن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لم تنسحب بعد، وهو البند المقترن بعودة الحكومة إلى الجنوب.

وأوضح الحسني أن المليشيات التي شكلتها الإمارات في عدن إلى الآن لم تسلم أي مرفق من مرافق الدولة للحكومة، بل تواصل ارتكاب جرائم القتل وحرق منازل المهمشين، موضحا أنها قامت بخلع الزي الأمني وغيرت اسمها إلا أن ضباطا إماراتيين هم من يشرفون على تنظيم تلك القوى والألوية.

وبحسب القيادي الجنوبي، فإن كافة بنود اتفاق الرياض مؤقتة بزمن محدد، وقد انتهى زمنها ولم تنفذ حتى الآن، حيث لم يتم انسحاب أي من قوات المجلس الانتقالي الجنوبي أو نزول الحكومة الشرعية في الوقت المحدد حسب الاتفاق. 

ورأى الحسني أن ذلك الاتفاق عمل على إعادة تموضع مليشيات الإمارات بمسميات جديدة وشكل جديد، معتبرا أن ما تمارسه الرياض وأبو ظبي في الجنوب هو تقاسم للأدوار للبقاء وضمان مصالحهما.

بالمقابل، رأى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أسعد بشارة أنه ليس من مصلحة للإمارات في إفشال هذا الاتفاق، لأنها ستؤدي إلى تكريس واقع انقسامي في الجنوب تستفيد منه إيران وجماعة الحوثي.

ولم ينكر بشارة أن تنفيذ اتفاق الرياض سيصطدم بعراقيل كثيرة، نظرا لأن الاتفاق يستلزم جهدا لوجستيا وعمليا وسياسيا، إلا أنه أشار إلى عودة رئيس الحكومة اليمنية إلى عدن كدليل على دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

وبحسب بشارة، فإن مصداقية تنفيذ بنود الاتفاق لا تتربط فقط بتنفيذ الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، بل إن ضمانها الأهم هو التحالف السعودي الإماراتي الذي يتحمل هو الآخر مسؤولية تنفيذ الاتفاق.

وأكد أن الاتفاق يجري تنفيذه حاليا، لكنه يحتاج إلى استتباب الأمن الذي يعد المدخل لإعادة تشكيل الشرعية باليمن بالتشارك والتفاهم.