ما وراء الخبر

ليس حبا في سوريا ولكن نكاية في أردوغان.. ما الدوافع الحقيقية للتنديد بالتدخل التركي؟

تابعت حلقة (2019/10/10) من برنامج “ما وراء الخبر” أبعاد تباين ردود الفعل الإقليمية والدولية على العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا، ومدى تأثيرها في مسار وأهداف هذه العملية.

اعتبر المحلل السياسي عمر عياصرة أن تنديد السعودية ومصر بالتدخل العسكري التركي في شمال شرق سوريا ما هو إلا نكاية في الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وليس حبا في سوريا؛ وذلك لأنهم لو كانوا فعلا حريصين على الأمن القومي العربي، وعلى جغرافية سوريا، لكانوا أصدروا بيانات شديدة اللهجة عندما تم ضم الجولان لإسرائيل، وحين انخرط الروس في المعركة.

وأكد في تصريحاته لحلقة (2019/10/10) من برنامج "ما وراء الخبر" أن هناك تحرشا دائما من السعودية بتركيا، التي ترى أنها تنافسها في ريادة العالم الإسلامي.

أما عن الموقف الإيراني، فأوضح أن طهران تتفهم المخاوف الأمنية لتركيا، ولا مانع لديها من انتهاء ملف الأكراد، فهي ترحب بانتهاء التواجد الأميركي في سوريا، إلا أن إيران تتخوف -في الآن ذاته- من اندفاع تركيا، ولا تريدها التوغل أكثر في الأراضي السورية، ليخلص إلى أنه أصبحت هناك حميمية في العلاقة بين تركيا وإيران وروسيا في الملف السوري.

حرب مصالح
بدروه، لم يستغرب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أسعد بشارة من تغير الموقف السعودي، لأن تركيا دخلت في صراع معها على زعامة العالم الإسلامي، كما دخلت في لعبة محاور واستهدفت السعودية في بعض الملفات الأساسية، فضلا عن علاقاتها "الدافئة" مع إيران؛ الخصم الأول للسعودية في المنطقة.

وشدد بشارة على أن لكل دولة حساباتها الخاصة في رفض الدخول التركي، فإسرائيل تكمن حساباتها في الحفاظ على علاقتها بأميركا، أما مواقف مصر والسعودية والإمارات فسياسية، وليست لها علاقة بالواقع الإنساني ووحدة سوريا.

من جهته، قال المحلل السياسي يوسف ريم إنه لا يحق للسعودية ومصر انتقاد تركيا؛ ذلك أن القاهرة تخضع لحكم ديكتاتوري وطريقة إدارة قمعية للبلاد، في حين اقترفت السعودية بشاعات في اليمن، فضلا عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وغير ذلك من الانتهاكات الإنسانية.

وأكد ريم أن المواقف المنددة للتدخل العسكري التركي لن تغير شيئا، معتبرا أن السعودية تساعد الأكراد لمصالحها الخاصة، وليست لديها قدرة التعامل مع القدرات العسكرية التركية.