ما وراء الخبر

اشتباكات شبوة.. لماذا الإصرار الإماراتي السعودي على سفك دماء اليمنيين؟

تناولت هذه الحلقة حادثة مقتل عشرة أشخاص في اشتباكات بين قوات من النخبة الشبوانية المدعومة إماراتيا والأهالي بمرخة جنوب اليمن، وذلك بعيد هجوم شنته قوات سعودية على صيادين بمديرية “بلحاف”.

قُتل عشرة أشخاص في اشتباكات اندلعت بين قوات من النخبة الشبوانية المدعومة إماراتياً والأهالي في منطقة مرخة بمحافظة شبوة جنوبي اليمن، وذلك بُعيد هجوم شنته قوات سعودية على صيادين في مديرية "بلحاف" الساحلية بمحافظة المهرة شرقي اليمن وسط تذمر السكان المحليين.

حلقة (2019/1/4) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذا الموضوع، وتساءلت: ما السرّ في إصرار القوات الإماراتية والسعودية على تثبيت أقدامها في اليمن رغم أنف السكان المحليين حتى ولو كان الثمن سفك دمائهم؟ وإلى أين ستقود هذه الأجنداتُ اليمنَ الذي تستمر الجهود الأممية والدولية في السعي للتوصل إلى تسوية سلمية بين أطراف الحرب فيه؟

عملية إجرامية
وصف الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي هذه الاشتباكات ومثيلاتها السابقة بأنها عملية إجرامية مُدانة، واستعراض غير مقبول من الإمارات ومليشياتها في اليمن، وقال إنها تأتي في سياق محاولة غسل دور أبو ظبي المدمر والمدان في اليمن، وإن هناك حربا موازية تقوم بها هي والرياض بذريعة مكافحة الإرهاب لتسويق انتهاكاتهما بحق اليمنيين.

ونفى أن تكون هناك أوساط من السكان يدعمون هذه العمليات وإلا لما اضطرت الإمارات لتشكيل مليشيات لتطويع الإرادة اليمنية، ورأى أن هذه المذبحة التي جرت اليوم تستدعي إحداث تحول كبير في الموقف الشعبي والالتفاف للذود عن الكرامة اليمنية، داعيا إلى تشكيل هيئة كرامة يمنية لمواجهة هذه الأخطار.

وبخصوص غياب صوت الحكومة الشرعية عن التعليق على ما حصل؛ أكد التميمي أن الحكومة تعرضت لضغوط هائلة مؤخرا، وأقصي منها كل من يشكل عقبة أمام تنفيذ أجندة التحالف السعودي الإماراتي، وأبقي على قيادات تتماهى مع المشروع الإماراتي الخطير، ولهذا فإن هيئة الكرامة المقترحة مهمتها أن تشغل الفراغ الذي تركته الحكومة الشرعية.

وأضاف التميمي أن موقف التحالف في اليمن لا يخدم السلام وهو متخاذل في الأماكن التي كان يجب أن يعضد فيها الحكومة، وليس هناك اتفاق سلام ولا معالم واضحة لأن التحالف منشغل بتصدير موقف آخر هو ادعاء مكافحة الإرهاب، وليس هدفه تخليص اليمن بل العمل على حسابه وضد مصلحته ومستقبله. وعبر عن أمله في أن يستطيع الكونغرس الجديد تغيير قواعد اللعبة بممارسة والدفع في اتجاه محادثات حقيقة للسلام.

بداية النهاية
أما الباحث في شؤون الخليج والشرق الأوسط سيغورد نيوباور فقد رأى أنه من المهم فهم أن الإمارات لديها هدف إستراتيجي في اليمن، يتمثل في السيطرة على موانئه لبناء إمبراطورية توصلها إلى شرق أفريقيا، والأمر الجديد هو أنه خلال خمسة أشهر دخلت الإمارات ووكلاؤها المهرة التي كانت آمنة وهادئة نسبيا. ولذلك ليس مفاجئا أن تقاتل قبائل المهرة هذه المليشيات التي تعمل لصالح أجندة الإمارات.

وعن رأيه بشأن تنفيذ هذه الاشتباكات بذريعة مكافحة الإرهاب مما يمنحها تغطية غربية؟ أوضح نيوباور أن التحالف ما زال يستغل "الفوضى الجارية في واشنطن"، ولكن هذه الفوضى بدأت تصل إلى نهايتها لأن وزير الخارجية مايك بومبيو سيقوم قريبا بزيارة للسعودية والإمارات، لمناقشة تطبيق اتفاق ستوكهولم وممارسة ضغوط عليهما بشأنه.

وأضاف أن الكونغرس الجديد -بقيادة الديمقراطيين لمجلس نوابه- سيعقد جلسات استماع بشأن اليمن، مما سيزيد الضغط على السعودية والإمارات للدخول في مفاوضات سلام حقيقية وبحسن نية. وحتى يحصل ذلك؛ فإنهما ستعملان على تغيير الحقائق على الأرض اليمنية قبل ممارسة ضغوط قوية وتقديم مطالب واضحة من واشنطن، لأن ترامب كان يعطيهم سابقا الحرية ليعملوا ما يشاؤون.

وأوضح أن السعودية والإمارات لن تتخليا عن أهدافهما الإستراتيجية وأجندتهما في اليمن، ولكن القضية هي أن أهدافهما هناك متباينة؛ فالرياض –نظرا للحدود المشتركة- لديها خطر جماعة الحوثي وإيران، وأما الإمارات فتريد أن تكون شبه قوة عربية مسيطرة بالمنطقة وخاصة على الموانئ. وبالنسبة لأميركا؛ فإن هذا كله ليس أمرا مشروعا وما يهمها هو إنهاء الكارثة الإنسانية بمحادثات تجلب السلام للبلاد.