ما وراء الخبر

رسائل فلسطين في جمعة الكوشوك

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” أبعاد وأصداء انطلاق فعاليات جمعة الغضب الثانية في مسيرات العودة الكبرى “جمعة الكوشوك” على حدود قطاع غزة.

يستدعي الشعب الفلسطيني واحدة من أدوات نضاله في انتفاضته الأولى قبل 31 عاما.. الإطارات المطاطية التي جعل الفلسطينيون منها عنوانا للجمعة الثانية لمسيرات العودة الكبرى التي تسبق الذكرى السبعين لنكبتهم فسموها جمعة الكوشوك.

جمعوا آلاف الإطارات ليشعلوها وليعيدوا التأكيد -وفق رأي كثيرين منهم- على ضرورة توجيه بوصلة الغضب الفلسطيني نحو الاحتلال.

وقائع فلسطينية جديدة
عن هذه الجمعة يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة عدنان أبو عامر لبرنامج "ما وراء الخبر" حلقة (2018/4/6) إن مسيرات العودة ستفرض وقائع جديدة، ولن تسمح بتمرير صفقة القرن ما دام أصحاب القضية الفلسطينية موجودين هنا في فلسطين.

من جانبه، يقول الخبير الأوروبي في الشؤون الفلسطينية-الإسرائيلية هيو لوفات إن ما يجري في غزة انعكس بوضوح في وسائل الإعلام الغربية، وتقدمت القضية الفلسطينية في سلم الأولويات بعد أن وضعت جانبا.

الإرادة الأوروبية
وأوضح لوفات أن الحكومات الأوروبية ما زالت تتلكأ في إدانة السياسات الإسرائيلية، لكن المظاهرات السلمية كلما اشتدت ستدفع الإرادة الأوروبية لدعم الفلسطينيين والوصول إلى حل سلمي لهذا النزاع، أما أميركا فرأى أن مواقفها نسخة عن المواقف الإسرائيلية.

ووفقا له، فإن الحوار المتزايد بين الحكومات الأوروبية على وقع ما يجري من مظاهرات سلمية سيغير السياسات الأوروبية حيال غزة، خصوصا حماس.

وبشأن صدى مسيرات العودة في الضفة الغربية يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت جهاد حرب إن الاحتجاجات لم تتوقف منذ إعلان أميركا نقل سفارتها إلى القدس، غير أن طبيعة الضفة الجغرافية المتداخلة مع واقع الاحتلال تحول دون تشكيل تجمعات بشرية كبيرة كما الحال في غزة.

وعن موقف السلطة الفلسطينية قال إن هناك تناغما بين تحركات الميدان التي تمثل الفصائل جميعها والتحرك السياسي الذي تمثل بمطالبة مجلس الأمن بتوفير حماية دولية.

وبين أن إسرائيل أفرطت في استخدام القوة في الجمعة الأولى، وفي الثانية خف المنسوب بما يحيله إلى ضغوط تتعرض لها من المجتمع الدولي.

عتب على الضفة
لكن عدنان أبو عامر يرد مبديا أسفه على عدم خروج مظاهرة واحدة في الضفة، في حين خرجت مظاهرات في عواصم أوروبية، بل أكثر من ذلك يلاحظ أن خطاب الرئيس الفلسطيني ذا الدقائق الخمس لم يذكر غزة بالاسم ولو مرة واحدة.

وتساءل: أليس أبو مازن صاحب شعار المقاومة السلمية، فلماذا لا يدعو إلى هذه المقاومة ولماذا يستمر الاعتقال السياسي للعشرات؟ مشددا على أن حجرا واحدا يقلق كل مستوطنات إسرائيل.

ويرد جهاد حرب بأن هناك فتورا في الضفة -خاصة شعبيا- بما لا يتسق مع الحدث، لكن الاحتجاجات ما زالت في عدة مناطق، مشيرا إلى أن السلطة -وهي ذات صلاحيات محدودة- لم تمنع أيا من المسيرات الاحتجاجية ضد الاحتلال.

بالجملة، يقول حرب إن الرفض الشعبي للأفكار التي تسربت عما تسمى صفقة القرن وتعضيد موقف السلطة منها، ورفض نقل السفارة الأميركية ومسيرات العودة ميدانيا والتحرك السياسي في مجلس الأمن والمنظمات الدولية كلها مسارات فلسطينية متلازمة.