ما وراء الخبر

القمة الخليجية الـ39.. ما مصير العمل المشترك في ظل تناقض الرؤى؟

ناقشت هذه الحلقة من “ما وراء الخبر” مستقبلَ العمل الخليجي المشترك على ضوء انعقاد القمة الخليجية التاسعة والثلاثين بالرياض؛ وتساءلت عن المسارات المحتملة للتعاون بين دول الخليج مع التحديات القائمة؟

أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز حرصه على المحافظة على مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز دوره حاضراً ومستقبلاً. جاء ذلك في افتتاح القمة الخليجية التاسعة والثلاثين في الرياض، التي حذّر خلالها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح من خطورة استمرار الأزمة الخليجية على وحدة المجلس.

حلقة (2018/12/09) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذا الموضوع وتساءلت: ما مدى واقعية حديث العاهل السعودي عن الحرص على المحافظة على وحدة مجلس التعاون الخليجي وتعزيز دوره؟ وما هي المسارات المحتملة للتعاون بين دول الخليج في الفترة المقبلة على ضوء التحديات التي يوجهها المجلس حالياً؟   

وحدة المجلس؟
وحول سؤال عن مدى وجود رغبة في الحفاظ على وحدة مجلس التعاون الخليجي؛ قال المدير السابق لمركز دراسات الخليج بجامعة قطر عبد الله باعبود إنه يسمع كلاما طيبا ولكنه يرى أفعالا عكس ذلك.

وأضاف باعبود أن خطابات القمة كانت تقليدية ولم تتغير منذ زمن بعيد، ويجب أن ترقى لما تعانيه المنطقة والمجلس؛ مشيرا إلى أن حصار قطر يتنافى مع مواثيق المجلس في عدة مجالات سياسية واقتصادية وأمنية.

وأشاد الكاتب والمحلل السياسي جيري ماهر بخطاب الملك سلمان في القمة واصفا إياه بالمهم للجميع، مؤكدا أن المجلس سيقوم بحل جميع الخلفات ضمن إطاره الداخلي.

لكن الكاتب القطري جابر الحرمي يرى أن دول الحصار دمرت مفهوم الأسرة الواحدة في البيت الخليجي، خاصة أن قطر دعت إلى الحوار منذ أول يوم، كما أن أمير الكويت لم يتلقّ ردا على رسائله لدول الحصار.

وأوضح الحرمي أن حديث الجبير كان متناقضا جدا، وأن الحديث عن علاقة قطر بإيران دون النظر إلى علاقة الإمارات بطهران انتقائي، وتساءل: لماذا لا تقوم دول الحصار باتخاذ خطوة لإنهاء الحصار دون انتظار لقطر؟ لا سيما أن قطر لم تصلها أي رسالة احتجاج بشأن تصرفاتها، سواء بطريقة مباشرة أو عبر مجلس التعاون.

حصار أم مقاطعة؟
ويرى باعبود أن السعودية هي الدولة الكبرى خليجيا والقائدة للمنطقة وما يحصل فيها ينعكس على الباقين، وهي بحاجة لبعض الأمور للحفاظ على المصلحة الخليجية بعيدا عن الشخصنة الحاصلة، لأن الحديث عن التعاون والتماسك الخليجي يوجد في البيانات فقط وليس على الأرض، وإلا فكيف يمكن الحديث عن التعاون في ظل الحصار؟

ويقول ماهر إنه لا وجود لشيء اسمه حصار قطر بل مقاطعة، ومن حق أي دولة مقاطعة دولة أخرى إذا كانت لا تتفق معها، والقطريون يتحدثون عن أنهم بخير من دون دول الحصار، فلماذا يتحدثون الآن عن الحصار؟ وقطر لم تُقصف حتى يتم شن هذه الحملة ضد دول المقاطعة.

أما الحرمي فقد رد على ماهر بأن قطر تمتلك منفذا بريا واحدا.. فماذا يسمى إغلاقه؟ ولماذا يتم اعتقال القطريين في السعودية؟ ولماذا تم منع وتجريم التضامن مع قطر؟

وأضاف أن الحديث عن عدم قصف قطر غير صحيح لأنه كان مخطَّطا له لكنه فشل، وما تم إغلاق المجال الجوي إلا من أجل تنفيذ أعمال عسكرية ضد قطر، مذكرا بحديث سابق لأمير الكويت قال فيه إنه نجح في إيقاف العمل العسكري ضد قطر في بداية الأزمة.