ما وراء الخبر

هل جندت السعودية أطفال دارفور للقتال باليمن.. ولماذا تحتاجهم؟

ناقشت هذه الحلقة ما كشفته نيويورك تايمز من تجنيد السعودية لآلاف المقاتلين –وبينهم أطفال- من دارفور للقتال في اليمن خلال السنوات الماضية. وتساءلت عن التوصيف الحقوقي لتجنيد الأطفال في الحرب؟

كشف صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن السعودية استخدمت ثروتها النفطية في تجنيد آلاف الناجين من الصراع في درافور للقتال في اليمن، وأوضحت أن الأطفال يشكلون نسبة تتراوح بين 20 و40% من هؤلاء المقاتلين، مشيرة إلى مقتل مئات منهم خلال السنوات الأربع الماضية في اليمن.

حلقة (2018/12/29) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذا الموضوع، وتساءلت: ما مدى اعتماد التحالف السعودي الإماراتي على هؤلاء المقاتلين في جبهات الصراع اليمني؟ وما التوصيف الحقوقي والسياسي لتجنيد آلاف الأطفال والزج بهم في ميادين الحرب؟

تقرير غير مهني
في جوابه على سؤال يتعلق بمدى علم الحكومة السودانية بصحة ما ورد في تقرير نيويورك تايمز؟ قال رئيس تحرير صحيفة "المصادر السياسية" السودانية عبد الماجد عبد الحميد إن مشاركة السودان في عاصفة الحزم باليمن أثارت اعتراضات سودانية داخلية تنامت على مدى فترة طويلة، ووصلت إلى أوساط البرلمان والصحافة والمفكرين والسياسيين، وناقش الجميع جدوى هذه المشاركة، ولذلك فإن الحكومة لها رؤية والقاعدة الشعبية لها رؤية أخرى في هذا الموضوع.

وأضاف أنه رغم هذا الخلاف الداخلي بشأن المشاركة؛ فإن السودان لم يشارك في حرب اليمن إلا بقواته المسلحة النظامية، ونفى ما ورد في تقرير نيويورك تايمز قائلا إنه اعتمد على ما كتبه ديفد باتريك الذي دخل للسودان بلافتة غير التحقيق الصحفي، وتجول فيه طوال عشرين يوما قابل فيها من يشاء لكنه لم يأت بصورة واحدة لطفل جُنّد في اليمن، ولذلك فإن التقرير "تضمن ثغرات مهنية كبيرة وواضحة".

وأكد عبد الحميد أن لديه معلومات من مصادر قريبة من هذا الملف تنفي ما جاء في التقرير، كما أن القوانين السودانية تحرم مشاركة الأطفال في الحرب، بل إن الرئيس عمر البشير أطلق سراح الجنود القصّر الذين شاركوا في الهجوم على الخرطوم بقيادة خليل إبراهيم. ولو كان السودان يسمح بذلك لكان قبِل أن يأخذ الملايين مقابل مشاركته العسكرية الرسمية في اليمن، وهو محتاج فعلا لهذه الأموال.

وبشأن ما إن كان التحالف السعودي الإماراتي جند هؤلاء الأطفال من وراء ظهر الحكومة السودانية؟ قال عبد الحميد إنه لا تستطيع أي دولة أن تمد ذراعها داخل السودان وتجند أبناءه دون علم السلطات السودانية، وبالتالي لا يوجد أي قاصر سوداني في جبهات الحرب في اليمن ولا غيره.

التحالف والأجندة الخفية
وبخصوص السؤال عن مدى حاجة السعودية إلى مرتزقة الأطفال مع وجود قوات الشرعية اليمنية وقوات التحالف نفسه؟ قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني خالد الآنسي إنه يقدر موقف السودان ووقوفه مع الشرعية اليمنية ومساهمته في محاولة إسقاط الانقلاب الحوثي، لكنه يرفض استغلال دول التحالف للسودان كما يستغلون اليمن.

وشدد على أن ما تضمنه تقرير نيويورك تايمز أمر خطير لأنه تعامل مع قوات مرتزقة وتجنيد للأطفال، وكلاهما عمل خارج القانون. وتساءل: لماذا يحتاج التحالف إلى هؤلاء وهو يمنع اليمنيين من القتال في جبهات بلادهم ولا يمدهم بالسلاح الذي يمنحهم الانتصار والحسم بريا وبحريا وجويا؟ لا سيما أن بعض معسكرات المقاومة اليمنية تشكو من أنها لا تجد الذخيرة الحية التي تكفيها فترة طويلة.

واتهم الآنسي التحالف بأن مقاتلاته تضرب قوات الشرعية عندما تحاول التحرك ميدانيا وتقتل المقاومين اليمنيين، ثم يأتون بمرتزقة من الخارج ومن بلدان مختلفة. وأشار إلى أن هذا يكشف نوايا دول التحالف غير السليمة تجاه اليمن، مؤكدا أن الحوثيين لم يسقطوا صنعاء أصلا إلا باتفاق مع الرياض والإمارات وقوات علي عبد الله صالح.

وأوضح أنه إذا كان تقرير نيويورك تايمز غير صحيح فلماذا لم تقاض السعودية الصحيفة على نشره؟ مذكرا بأن التحالف أنكر سابقا تقارير مشابهة ثم ثبتت صحتها. ورأى أن تجنيد الإمارات والسعودية للمرتزقة في اليمن هو الذي خدم انقلاب الحوثيين لأنهم قدموا أنفسهم بوصفهم المدافعين عن الوطن ضد الأجانب، وفي نفس الوقت أضعف معنويات المقاومين الوطنيين الذين لولا إيمانهم بالوطن والمقاومة لحُسم الصراع للحوثي. ودعا إلى تحرك قانوني ضد السعودية والإمارات لتعطيلهما الشرعية ولأجندتهما الخفية في اليمن.