هل نسقت إسرائيل مع روسيا قبل الغارات على سوريا؟
ما هي الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من ضرباتها الجوية الأخيرة لسوريا؟ ومن هي الجهات المعنية بهذه الرسائل؟ ولماذا اختارت إسرائيل هذا التوقيت بالذات؟ هل له علاقة بالقرار الأميركي المفاجئ الانسحاب من سوريا؟ أم إنه مرتبط بالانتخابات الإسرائيلية القادمة؟
هذه الأسئلة ناقشها برنامج "ما وراء الخبر" بحلقته بتاريخ (2018/12/26)، التي استضاف فيها كلا من المحرر العسكري للقناة العاشرة الإسرائيلية أور هيلر، والمحلل السياسي الروسي أليكسي كلينيكوف، واللواء المتقاعد والخبير الإستراتيجي فايز الدويري.
الرسالة الإسرائيلية
بحسب المحلل العسكري أور هيلر فإن الهجوم الصاروخي الإسرائيلي الأخير على سوريا هو الأكبر والأكثر كثافة من حيث الأهداف العسكرية التي ضربها.
ويرى هيلر أن الرسائل الإسرائيلية موجهة لأطراف عدة هي سوريا والولايات المتحدة وروسيا وإيران وحزب الله، ومفادها أن إسرائيل لن تسمح لإيران بأن تصنع جبهة جديدة بسوريا ضد تل أبيب، وأن إسرائيل قادرة على الدفاع عن مصالحها وحدودها رغم انسحاب القوات الأميركية.
وبحسب الصحفي الإسرائيلي، فإن الهجوم الإسرائيلي الأخير أنهى خططا إيرانية بالدفع بنحو 100 ألف جندي إيراني ومن الشيعة الباكستانيين ليكونوا نواة لقوات بحرية وجوية واستخبارية إيرانية بسوريا.
من جانبه عبر المحلل السياسي الروسي أليكسي كلينيكوف عن تفهم موسكو لموقف إسرائيل وتخوفها من التمدد الإيراني بسوريا، مشيرا إلى أن موسكو تمر بوضع حرج بهذه المسألة، فهي تحتفظ بعلاقات إستراتيجية مع كل من إسرائيل وإيران، وتحاول أن تلعب دور الوسيط فيما بينهما.
وردا على سؤال لمقدم البرنامج حسن جمول حول اللحظة التي ستكون روسيا مضطرة فيها للاختيار بين إيران وروسيا، قال كلينيكوف "لا أعلم بالضبط متى ستأتي تلك اللحظة التي سيكون فيها على موسكو الاختيار بين إسرائيل وإيران".
تنسيق روسي إسرائيلي
ومع أن الخبير الإستراتيجي فايز الدوري اتفق مع الضيفين السابقين على أن إسرائيل أرادت من هجومها الأخير توجيه رسائل معينة، لكنه عبّر عن قناعته بأن الهجوم الإسرائيلي الأخير تم بالتنسيق بين غرفتي العمليات الإسرائيلية والروسية.
وقال الدويري إن المشكلة التي حدثت في السابق بين روسيا وإسرائيل بعد إسقاط الأخيرة طائرة روسية في الأجواء السورية، كان مردها الخطأ في تقدير فترة الإنذار وليس وقوع الغارة التي حدثت بتنسيق بين الطرفين.
وأشار الدويري لعدم الرضا الروسي عن الوجود والدور الإيراني بسوريا، وقال إن الطرفين الروسي والإيراني كانا متفقين عندما كانت هناك عمليات جوية روسية بسوريا وعمليات برية إيرانية، وأوضح الدويري أن معظم الغارات الجوية الإسرائيلية تستهدف أهدافا إيرانية، "لكن إيران لا تعترف بوجود قوات لها على الأرض السورية حتى عندما يتم استهدافها وتخسر العديد منها".
وقلل الدويري في الوقت ذاته من تأثير انسحاب 2000 جندي أميركي من سوريا على أمن إسرائيل، مؤكدا أن الأسطول الأميركي الخامس الموجود بالمنطقة هو الذي يتكفل بحماية إسرائيل.
من جانبه أقر المحلل السياسي كلينيكوف بأن إسرائيل ومن منطلق إدراكها للحماية والدعم الأميركي لها، فإنها تتصرف كما يحلو لها ووفق ما تعتقد أنه يحمي مصالحها.
ورغم إقرار الدويري بوجود تطور بالرد السوري من حيث عدد الصواريخ، فإنه لفت للفارق التقني بين الطرفين السوري والإسرائيلي الذي ظهر في الغارات الأخيرة، مؤكدا أن الخسائر التي وقعت على الأرض كانت أكبر مما اعترف به الجانب السوري، وأن معظم الأهداف التي أصابتها الصواريخ الإسرائيلية كانت إيرانية.