ما وراء الخبر

من المستفيد من انسحاب القوات الأميركية من سوريا؟

برنامج “ما وراء الخبر” تساءل في حلقته بتاريخ (2018/12/20) عن أسباب رفض حلفاء ترامب قرار انسحاب القوات الأميركية، وعن تأثيراته على مختلف الأطراف المعنية بالساحة السورية.

أثار قرار الرئيس الأميركي المفاجئ سحب قواته من سوريا، موجة رفض واسعة بين حلفائه بالعالم ومنطقة الشرق الأوسط، وكذلك بين أعضاء إدارته الذين علموا بالقرار من تغريدة له على تويتر، وقد انقسمت الآراء بشأن القرار بين من اعتبره خيانة لحلفاء أميركا، وبين اعتبره خطوة غير مدروسة.

برنامج "ما وراء الخبر" تساءل في حلقته بتاريخ (2018/12/20) عن أسباب رفض حلفاء ترامب هذا القرار، وعن تأثيراته على مختلف الأطراف المعنية على الساحة السورية.

لماذا اتخذ ترامب القرار؟
بحسب كبير الباحثين في مركز المجلس الأطلسي هارلن أولمان، فإن ترامب لم يستشر أي أحد في قراره، وأنه اجتمع مساء الثلاثاء بوزير خارجيته ودفاعه، كما أنه اتصل بالرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، قبل أن يعلن قراره بتغريدة.

وأشار أولمان إلى أن الجميع ينتظر أن يسمع من ترامب تبريرات للقرار، موضحا أنه في تغريداته برر القرار فقط بوعود أطلقها خلال حملته الانتخابية.

وعبّر أولمان عن قناعته بأن ترامب اختار هذا القرار بهذا الوقت لأنه يريد أن يبعد اهتمام وسائل الإعلام عن تحقيقات المحقق الخاص روبرت مولر ضده، التي شملت لغاية الآن مقربين منه.

كما تساءل الباحث الأميركي ما إذا جاء القرار بناء على صفقات سرية عقدها ترامب مع بوتين أو أردوغان.

روسيا مستفيدة
الكاتب والصحفي الروسي يفغيني سيدروف لم ينكر أن روسيا مستفيدة من سحب أميركا لقواتها من سوريا، وأنها أصبح لها مطلق الحرية للتحرك بالأراضي السورية، ولم تعد روسيا تخشى حدوث صدام مع القوات الأميركية، "وهو أمر كان يثير قلق واشطن أيضا والعديد من الدول، وكان يهدد بتوسيع الحرب خارج الأراضي السورية".

ورغم ما يحققه الانسحاب الأميركي من سوريا من بسط سيطرة روسيا هناك، فإن يفغيني رأى أن روسيا في الوضع الجديد أمام تحديات مختلفة، فسيكون مطلوبا منها لعب دور الوسيط بين الأكراد وتركيا التي تستعد لعملية عسكرية ضد الأكراد شمالي سوريا، كما أن موسكو ستلعب دور وسيط بين الأكراد والنظام السوري بدمشق.

وانتهي الكاتب الروسي إلى أن روسيا ستكون مسؤولة عن الملف السوري بشكل كامل، وهذا لم يكن يتأتى بوجود القوات الأميركية، ورأى أن الانسحاب الأميركي سيمهد الطريق لعمل سياسي ينتهي بجلب السلام لسوريا، وبرر عدم اتخاذ موسكو قرارا مماثلا بسحب قواتها بأن مهمتها لم تنته بعد بالكامل رغم كل الإنجازات التي حققتها.

عودة عن الخطأ
من جانبه رفض أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول سيدات أبيار القول إن تركيا تعد لمواجهة الأكراد، وأكد أن بلاده تستعد لمهاجمة حزب العمال الكردستاني وكافة المنظمات الإرهابية بالمنطقة منها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وتحدث أبيار عن علاقات وقنوات اتصال تاريخية بين واشنطن وأنقرة ومصالح كبيرة تربط البلدين، وأن تركيا عبرت مرارا للولايات المتحدة عن خيبتها لوجود القوات الأميركية شمالي سوريا ودعم الحزب العمال الكردستاني بالأسلحة بهدف محاربة تنظيم الدولة.

وأشار إلى أن واشنطن اقتنعت بأن تركيا قادرة على القيام بمحاربة كافة التنظيمات الإرهابية بسوريا، لذلك اختارت الرحيل بقواتها.