ما وراء الخبر

أطراف اتفاق الحديدة تختلف بشأن أهم بنوده.. فما التحديات أمام تنفيذه؟

ناقشت هذه الحلقة التحديات التي تواجه تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة باليمن، على ضوء تناقض تفسيرات طرفيْ الاتفاق لبعض بنوده؛ متسائلة عن دلالة استمرار الخلاف بين الطرفين على إدارة الحديدة؟

تباينت مواقف أطراف اتفاق السويد بشأن الحديدة في تفسير بعض بنوده قُبيل دخوله حيز التنفيذ منتصف ليلة الثلاثاء. ويأتي الخلاف بشأن إدارة الحديدة ومينائها على رأس الموضوعات الخلافية في تفسير الاتفاق الذي يؤكد كلا طرفيه أن إدارة الميناء ستؤول إلى جهات ذات صلة به.

حلقة (2018/12/17) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت أبعاد تباين المواقف بين أطراف مشاورات السويد بشأن اليمن في من ستؤول إليه إدارة ميناء الحديدة قبل بدء سريان الاتفاق. وتساءلت الحلقة: ما دلالة استمرار الخلاف بين الطرفين على إدارة الحديدة؟ وما هي إمكانية تنفيذ الاتفاق وما مدى قدرته على الصمود في ضوء التباين الحالي في تفسير بعض بنوده بين طرفيه؟

التباس أم مناورة؟
وبشأن السؤال عن أسباب استمرار الاقتتال في الحديدة؛ قال الدبلوماسي الأميركي السابق في اليمن نبيل خوري إن كلا من الطرفين يحاول إيصال صورة جيدة لأتابعه بأنه هو المسيطر والقادر على فرض ما يريده، بينما إدارة الميناء والحديدة ستكون بيد محايدة عبر الأمم المتحدة، وقد توضع في أيدي محليين في الحديدة.

ويرى الكاتب والباحث اليمني نبيل البكيري أن الاتفاق يجب أن يُقرأ من البدايات وهل هي صحيحة أم خاطئة، مؤكدا أن التباين يظهر أن البدايات خاطئة، إذ لم يُعرف في الأساس ما الذي تم الاتفاق عليه في السويد، إلا ما قاله المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بشأن النقاط الست الخاصة بإجراءات بناء الثقة بين الطرفين، لكن ما يشاهد اليوم هو إشارة بفشل المشاورات.

أما عضو وفد الحوثيين إلى مشاورات السويد حميد عاصم فقد أوضح أنه تم الاتفاق في السويد على لجنة مشتركة مهمتها الإشراف على الانسحاب من ميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى ووقف إطلاق النار، أما إدارة المدينة والميناء فستؤول إلى السلطات الأمنية والمحلية في الحديدة، والوفد الآخر أغفل التفاصيل وظن أن الأمور ستسير في صالحه.

وأضاف عاصم أنهم لن يسلموا الميناء إلى أحد خصوصا مع استمرار عمليات القصف، وهذا ما تم الاتفاق عليه في السويد والمبعوث الأممي هو الشخص الوحيد المعني بتفسير الاتفاق.

ما مصير الاتفاق؟
وفي المقابل؛ قال خوري إنه على كل طرف أن يهدئ أعصابه ويفكر في الهدف من وراء مشاورات السويد، إذ الهدف هو الوصول إلى سلام شامل يبدأ من الحديدة، والبداية ستكون صعبة نوعا ما ولكن يجب أن تبدي الأطراف حسن نية من أجل الوصول إلى سلام دائم بعموم اليمن.

ويعتقد البكيري بعدم وجود نية حقيقية عند أي طرف لإيقاف الحرب، خصوصا أن الوفد التابع للحكومة الشرعية بعث برسالة للمبعوث من أجل تفسير بعض النقاط، والتباين موجود سواء في الاتفاق أو بين القوات على الأرض، والمؤشرات تدل على نسف هذا الاتفاق.

لكن عاصم يقول إنه تمت المناقشة كلمة كلمة للاتفاق الذي جاء بضغط دولي على الطرف الآخر (حكومة هادي)، وقد قدمنا تنازلت في الحديدة، والطرف الأخر هو من يتراجع عن الاتفاق لأنه لا يصب في مصلحته.

ويرى خوري أنه يجب ترك التفسير النهائي للاتفاق للمبعوث لأنه محايد، وهو الوحيد المخول بتفسير هذا الاتفاق وكيف تم وما هي الشروط والبنود، وتوقع أن يُصدر المبعوث بيانا لتفصيل الاتفاق وشرح الخطوات كما أصدر اليوم بيانا تفصيليا عن موضوع الأسرى، والكلمة الفصل ستكون للمبعوث لتكون الحديدة نموذجا لوقف شامل لإطلاق النار.