ما وراء الخبر

كيف فشلت البنتاغون في قبض ثمن خدماتها للتحالف باليمن.. وهل سيسترده الكونغرس؟

ناقشت الحلقة أبعاد إخفاق وزارة الدفاع الأميركية في استرداد قيمة خدماتها المقدمة للتحالف السعودي الإماراتي خلال حرب اليمن، وتساءل عن أساب امتناع البنتاغون عن متابعة مستحقاته، ولماذا تابعها الكونغرس الآن؟

أقرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بفشلها في استرداد أكثر من 330 مليون دولار، هي قيمة الخدمات التي قدمتها للتحالف السعودي الإماراتي في إطار الحرب في اليمن. ويأتي هذا الإقرار على خلفية ضغوط مجلس الشيوخ لكشف أبعاد التعاون العسكري بين الإدارة الأميركية والرياض.

حلقة (2018/12/16) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت أبعاد إخفاق البنتاغون في تحصيل المبالغ المتعلقة بدعم العمليات العسكرية للسعودية والإمارات باليمن، وتساءلت: ما هي الأسباب التي منعت البنتاغون من متابعة مستحقاته على الدولتين وما الذي لفت الكونغرس لمتابعتها الآن؟ وما التأثيرات المحتملة لتوجيه الكونغرس اهتمامه نحو العلاقات العسكرية بين واشنطن والرياض على مستقبل هذه العلاقة؟

أسباب الإخفاق
وبشأن السؤال عن أسباب الإخفاق في ضبط حسابات البنتاغون تجاه الدولتين؛ قال عضو مجلس المستشارين بحملة دونالد ترامب الرئاسية ستيفن روجرز إن البنتاغون لديه تاريخ طويل من مشاكل الحسابات فيما يتعلق بالمدخلات والمخرجات، وما نراه الآن هو عمليات تدقيق ستصحح ما حصل، ويجب توجيه السؤال إلى من يدير الشؤون المالية الذي يجب أن يحاسب.

ويرى الدبلوماسي الأميركي السابق وليام لورانس أن ما يحصل هو خليط من أمرين؛ الأول هو مطالبة السعودية والإمارات بدفع الأموال في حال توقف العمليات، والآخر هو تلك العقود الموقعة بين البنتاغون والدولتين وعلى ماذا تنص. وإدارة ترامب تحاول تحسين الرقابة في كل الإدارات، وهذا الموضوع تم تسييسه بعد قرار الكونغرس.

ويشير روجرز إلى أن موضوع الدفع يعود لأيام إدارة الرئيس أوباما الذي بدأت هذه العمليات في عهده ولم يحصل وقتها على اتفاق جيد مع الدولتين، لكن إدارة ترامب تختلف تماما لأن الرئيس ترامب قادر على إجبار هذه الدول على دفع جميع الأموال المتعلقة بهذه العمليات، فهو يجيد التفاوض في مسائل كهذه، والإمارات وافقت على الدفع وبقي السعوديون ولن يتركهم الرئيس حتى يدفعوا.

أما لورانس فيعتقد أن التأخير في الدفع كان بسبب البيروقراطية السعودية في التعامل مع هذه المسائل، ولا يوجد أي تأخير من الجانب الأميركي، ولكنه قال إنه في العام الماضي كانت هناك تطمينات بأنه تم إيقاف تزويد الطائرات السعودية والإماراتية بالوقود؛ فكيف ظهرت هذه الفواتير؟

ساعة الحساب
ويشدد روجرز على أنه من المفترض أن تكون هناك مراقبة ومحاسبة بشأن هذه الأموال ولماذا لم تسدد، وهذا قد يحصل في الكثير من الشركات والدول، والبنتاغون لم يُدر ظهره بعد أن اكتشف الأمر، وهناك سعي للحصول على الأموال المستحقة.

وأوضح لورانس أن هناك إخفاقين للبنتاغون في هذا الشأن؛ الأول هو عدم تحصيل المبالغ، والآخر هو عدم معرفة الأهداف التي ضُربت في اليمن، وهذا يعني وجود إخفاق في السياسة الخارجية لأميركا، وليس فقط البنتاغون هو المخفق في هذا الملف.

ويرى روجرز أنه من الخطأ ألا تقدم أميركا الدعم للسعودية رغم أنه جرت نقاشات كثيرة بشأن استهداف المدنيين وهناك مراجعات، لكن في كل الأحوال ستواصل أميركا دعم السعودية حتى لا تتحول الحرب إلى إقليمية، مع تذكر أن المحرك لهذه الحرب هي إيران.