ما وراء الخبر

هل تضيق تركيا الخناق على الرياض وتجبرها على الاعتراف؟

ناقشت الحلقة بتاريخ (2018/11/6) من برنامج “ما وراء الخبر” المدى الذي ستساعد به المعلومات التركية الجديد بدفع السلطات السعودية للاعتراف الكامل بشأن مصير جثة جمال خاشقجي ومن الآمر بتصفيته.

كشف مصدر تركي أن مديرة الاستخبارات الأميركية جينا هاسبل غادرت أنقرة وهي على قناعة كاملة بصحة الأدلة والتفاصيل التي تمتلكها السلطات التركية حول جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

برنامج "ما وراء الخبر" تساءل بحلقته بتاريخ (2018/11/6) عن المدى الذي ستساعد به المعلومات الجديدة التي أماطت تركيا اللثام عنها بإجبار السلطات السعودية على الاعتراف الكامل بشأن مصير جثة خاشقجي ومن الآمر بتصفيته، وكذلك ما إذا كانت هذه المعلومات ستدفع الولايات المتحدة وأوروبا لاتخاذ موقف حاسم بهذه القضية.

ضيفا البرنامج وهما المستشار السياسي في الحزب الجمهوري برادلي بلايكمان وأستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية حسن البراري اتفقا على دعوة الرياض للكشف عن الحقيقة الكاملة ومنها مكان الجثة، حتى يتمكن أهل المغدور من دفنه وإقامة مراسم العزاء له.

الموقف الأميركي
غير أن الضيفين اختلفا في تقييم الموقف الأميركي تجاه السعودية في أزمة اغتيال خاشقجي، فمن وجهة نظر البراري فإن واشنطن تعرف تماما من هو المسؤول السعودي الذي أصدر الأمر باغتيال خاشقجي، ولكنها ترفض الكشف عنه، لأنها واقعة تحت ضغط الوساطة المصرية الإسرائيلية على حد تعبيره، كما اتهم واشنطن بالتستر والتواطؤ مع القيادة السعودية لاعتبارات إستراتيجية أو شخصية، مشيرا إلى علاقة ترامب ومصالحه الشخصية المرتبطة بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وقال إن الإدارة الأميركية والنظام السعودي يسعيان "لتبريد" القضية، من خلال المراهنة على عامل الوقت، مؤكدا أن التعامل الأميركي والسعودي مع القضية منذ تفجرها هو الذي دفع تركيا لكشف المزيد من الأدلة والمعلومات التي بحوزتها، لأن الأتراك يرفضون تجاهل القضية كما حدث مؤخرا مع انحسار التغطية الإعلامية لها.

غير أن بلايكمان عارض بشدة وجهة نظر البراري، مؤكدا أن العلاقة الأميركية السعودية تأثرت بالفعل منذ مقتل خاشقجي، وقال إن ترامب يسعى هو ووزير الخارجية مايك بومبيو للوصول إلى حل لهذه القضية ويسعون لمحاسبة كافة المتورطين فيها، وأشار إلى أن تأخر كشف السعودية عن كل المعلومات أثار قلق الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالولايات المتحدة.

وشدد على أن الولايات المتحدة لا تراهن على مبادئها مع مصالحها الاقتصادية، خاصة أنها تدرك أن استثماراتها بالسعودية لن تتأثر بهذه القضية، وبرر انحسار اهتمام الإعلام الأميركي مؤخرا لانشغاله بالانتخابات النصفية للكونغرس.