ما وراء الخبر

بن سلمان منبوذ عربيا.. فكيف سيواجه قادة العالم بقمة العشرين؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” بحلقته بتاريخ (2018/11/27) حرص محمد بن سلمان على زيارة دول عربية رغم الاحتجاجات الرافضة لذلك، وأبعاد جرائم الإنسانية التي ترتكبها السعودية على سمعتها بالمجتمع الدولي.

تظاهر تونسيون في شارع الحبيب بورقيبة رفضا لزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بلادهم لاتهامه بالتورط في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ترافق ذلك مع حراك مدني يندد بانتهاكات السعودية في اليمن، وللسبب ذاته ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن السلطات الأرجنتينية تدرس إمكانية توجيه تهم جنائية إلى بن سلمان خلال حضوره قمة العشرين.

حلقة (2018/11/27) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذا الموضوع متسائلة: لماذا حرص الأمير محمد بن سلمان على القيام بهذه الجولة وسط تحسب لما قد يواجهه من انتقادات واحتجاجات بل واتهامات؟ وكيف ستتأثر صورته على الساحة الدولية جراء هذا السعي لملاحقته قانونيا بسبب خاشقجي وحرب اليمن؟

بن سلمان منبوذ
من وجهة نظر أستاذ الأخلاق السياسية في جامعة حمد بن خليفة محمد المختار الشنقيطي فإن بن سلمان حرص على القيام بجولة إلى بعض الدول العربية لأنه يريد أن يمهد لزيارته للأرجنتين حيث تعقد قمة العشرين، وفي محاولة أن يظهر بأنه كغيره من المسؤولين في العالم مرحب به في بلدان العالم.

وبحسب الشنقيطي، فإن بن سلمان يعتقد أن لقاءه ببعض القادة العرب قد يساعده على قبول بعض القادة المشاركين في القمة على مقابلته ومصافحته على اعتبار أن بعض قادة الدول صافحوه واستقبلوه بعواصمهم على الرغم من اتهامه بالتورط في دم خاشقجي وعلى الرغم من جرائم الحرب التي يرتكبها باليمن.

وأشار أستاذ الأخلاق السياسية إلى أن الاحتجاجات الشعبية ضد زيارة بن سلمان تعتبر سابقة في التاريخ العربي "فلم يعرف التاريخ العربي مظاهرات شعبية رافضة لزيارة مسؤول عربي حتى مع أكثر القادة العرب الدكتاتوريين".

واعتبر الشنقيطي المظاهرات التي خرجت في تونس ضد زيارة بن سلمان دليلا على أن الشعوب أصبحت تقول رأيها بالعلاقات مع الدول، ولم يعد الأمر يقتصر على الأنظمة والحكومات.

أهمية الحراك الشعبي
بدوره، اتفق الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي التونسي عبد السلام الككلي مع الشنقيطي بشأن أهمية دور الشعوب في التأثير المباشر على العلاقات الداخلية والخارجية لدولها ولمشاركتها في صناعة القرار الدبلوماسي.

وشدد الككلي على أهمية استمرار الحراك الشعبي المناهض لأي زيارة يقوم بها محمد بن سلمان، مؤكدا أنها ستؤدي لوضع الدول في حرج من قبول زيارته خوفا من ردود الأفعال الشعبية.

وفيما يتعلق بأثر استقبال الرئاسة التونسية لمحمد بن سلمان على الوضع الداخلي بتونس، قال إن هذه الزيارة ستتسبب بقطيعة بين الحكومة التونسية والحراك الشعبي باعتبارها إهانة لقيم الثورة وكرامة التونسيين.

وعلى الرغم من قناعة الككلي بأنه لن يكون هناك تأثير للدعوى القضائية التي رفعتها نقابة الصحفيين ضد زيارة ولي العهد السعودي فإنه شدد على أهمية الحراك والاحتجاجات الشعبية بإيصال رسالة سياسية ضد أعداء الإنسانية والحريات.

دعاوى ضد بن سلمان
وبخصوص تأثير الدعاوى التي رفعتها منظمة هيومن راتس ووتش ضد جرائم الحرب في اليمن والتعذيب الممارس في السجون السعودية، أوضح المستشار القانوني في المنظمة ريد برودي أن هذه الدعاوى مرتبطة بالقانون الجنائي ولا علاقة لها بحكم محمد بن سلمان سواء كان ديمقراطيا أو دكتاتوريا.

كما أشار إلى خصوصية اختيار الأرجنتين كدولة قدمت لها الدعاوى المضادة لمحمد بن سلمان كونها دولة ديمقراطية تدافع عن حقوق الإنسان وتعرف بتبنيها قضايا مشابهة سابقا.

وفيما يتعلق بالنص القانون الذي يتيح مساءلة بن سلمان وإيقافه في الأرجنتين، أشار برودي إلى وجود نص خاص في إحدى المعاهدات الدولية التي ترعاها الأمم المتحدة ضد التعذيب يلزم بمساءلته، ويشير النص إلى أنه في حال مرور مشتبه به في قضية ما بأحد البلاد فإنه يتوجب عليه إيقافه والتحقيق معه في تلك القضية.

وتوقع المسؤول الحقوقي أن تتعرض الحكومة الأرجنتينية لضغوط كبيرة لإجبارها على تجاهل الملاحقات القانونية ضد ولي عهد السعودية، غير أنه أكد أنه يعول على استقلال القضاء الأرجنتيني.