ما وراء الخبر

اغتيال خاشقجي.. ما الذي سينتهي إليه الموقف الأميركي المرتقب؟

ناقشت هذه الحلقة دلالات ما صرح به الرئيس الأميركي من أنه على وشك تلقي تقرير مفصل يحدد من تسبب في قتل الصحفي جمال خاشقجي، وكيف ستتعامل أميركا مع هذا الأمر.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه على وشك تلقي تقرير مفصل يحدد من تسبب في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ومن أمر بذلك والأثر العام لعملية الاغتيال. ووصف ترامب ما خلص إليه تقرير وكالة "سي آي أي" من ضلوع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في هذه الجريمة، بـ"السابق لأوانه والممكن في الوقت ذاته".

حلقة (2018/11/18) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت تصريح الرئيس الأميركي وتساءلت: إلى ماذا سينتهي الموقف الأميركي من قضية خاشقجي، بالنظر إلى ما كشفه تقرير المخابرات الأميركية، وإلى المواقف الصادرة عن الكونغرس وتلك المرتقبة من ترامب؟ وما هي المسارات التي تنتظر قضية خاشقجي في بحثها عن الحقيقة والعدالة الكاملة في ضوء الاحتمالات المتعلقة بالموقف الأميركي النهائي؟

تحكم المصالح
يقول برادلي بلايكمان -وهو مستشار سابق للرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش- إنه لا يمكن لأحد أن يتأكد من فحوى التسجيلات المتعلقة بقضية خاشقجي إلا بعد سماعها، ولكن إن كانت صحيحة فإنها ستكون مدمرة للسعودية ولمن أمر بالقتل.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية حسن البراري وجود شبه توافق في الإدارة الأميركية والدولة العميقة على أن بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي، خاصة أن ترامب قال إن ذلك ممكن.

كما أن هناك انقسامات داخلية في البيت الأبيض لاعتبارات كثيرة منها الضغوط الداخلية والعلاقات مع ولي العهد السعودي، ولكن هنالك ملفات إقليمية تربط أميركا بالسعودية للسيطرة على المنطقة العربية وهي مهمة جدا لواشنطن.

واتفق بلايكمان مع البراري فيما يتعلق بالملف الإقليمي الخاص بالمنطقة، مضيفا أن السعوديين قد كذبوا على الأميركيين، وإن لم يوضحوا موقفهم فسيكون للكونغرس والبيت الأبيض تصرف آخر، وأن الأمر رهن بتصرف السلطات السعودية.

وأوضح البراري أن العلاقة بين ترامب وبن سلمان قوية جدا، ولكن هذا لا يجعل الرئيس الأميركي يخاطر بنفسه في مواجهة قرارات الكونغرس القاضية بمعاقبة السعودية لتورطها في قضية خاشقجي، والمحاسبة ستكون وفق القانون والمصالح الأميركية.

ضغوط متعددة
أكد بلايكمان أن موجة العقوبات التي اتخذتها إدارة ترامب تجاه السعودية هي مجرد بداية للضغط عليها، وهذا الذي جعل سي آي أي تسرّب تقريرها للإعلام حتى تقدم الرياض تقريرا كاملا وشاملا عن القضية.

وأضاف أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تملي شيئا على أحد، ولكن الموقف الدولي سيكون موحدا من قبل الجميع بالاعتماد على الأدلة والتشاور والتنسيق بين كل الحلفاء.

وفيما يتعلق بالرد الأميركي؛ يقول البراري إنه سيكون صادما وأحادي الجانب، وسيبحث سيناريوهات التعامل مع السعودية لحماية المصالح الأميركية، في ظل وجود سيطرة من بن سلمان الموصوف بأنه "غير راشد وطائش في حكمه".

وبخصوص العلاقة الأميركية السعودية؛ يرجح بلايكمان أنها لن تبقى كما كانت من قبل، ويمكن أن تتجمد إذا ثبت ضلوع بن سلمان في قتل خاشقجي. وأكد أنه يجب التشاور والتعاون لكي تكون القرارات مدروسة ومتوائمة.