ما وراء الخبر

من هو الذي تحاول السعودية التستر عليه في جريمة خاشقجي؟

ناقشت حلقة (2018/10/30) من برنامج “ما وراء الخبر” أبعاد مماطلة السعودية في الإجابة على أسئلة أردوزغان فيما يتعلق بجريمة خاشقجي، وتساءلت عن الشخص الذي تحاول التستر عليه كما قال أردوغان.

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المماطلة السعودية في الرد على المطالب التركية بالكشف عن مكان جثة الصحفي جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده بإسطنبول مطلع الشهر الجاري، وغيرها من المطالب المتعلقة بالجريمة؛ إنما تهدف إلى "إنقاذ شخص ما".

فمن هو هذا الشخص الذي تحاول السعودية التستر عليه؟ وما هي خيارات أنقرة إذا واصلت الرياض سياسة المماطلة؟ هذه الأسئلة حاولت حلقة الثلاثاء (2018/10/30) من برنامج "ما وراء الخبر" الرد عليها.

من هو؟
من وجهة نظر الكاتب والمحلل السياسي علي بكير فإن السلطات السعودية تلجأ إلى المماطلة سعيا لمعرفة كل الأدلة التي يمتلكها الجانب التركي أولا، حتى يتمكنوا من التصرف على ضوء هذه الأدلة، مشيرا إلى أنهم -أي السعوديين- لجؤوا إلى المماطلة منذ اليوم الأول لوقوع الجريمة، حيث عمدوا أولا إلى الإنكار ثم بدؤوا يقدمون الروايات المتناقضة، ثم رفضوا السماح للمحققين الأتراك بتفتيش القنصلية ومنزل القنصل في إسطنبول.

وبحسب باكير فإن الرئيس التركي تجنب ذكر اسم الشخص الذي أصدر الأمر بقتل خاشقجي، والذي تحاول السعودية التستر عليه، لأن أردوغان لا يريد أن يُتهم بتسييس القضية، ويريد أن يمنح الفرصة للسعودية لكشف هوية هذا الشخص بنفسها، قبل أن تبادر أنقرة وتكشفها.

وأشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن على الملأ أن محمد بن سلمان هو من أعطى الأمر بقتل خاشقجي، عندما قال في تصريحات صحفية بأنه إذا كان هناك شخص في القيادة السعودية أصدرمثل هذا الأمر، فلا بد أن يكون ابن سلمان نفسه.

ليس ابن سلمان
على الجانب المقابل دافع المحلل السياسي جيري ماهر عن التعامل السعودي الرسمي مع قضية مقتل خاشقجي، ونفى أن تكون الرياض قدمت روايات متناقضة، وقال إن القيادة السعودية كانت تصدر رواياتها بشأن الجريمة وفق المعلومات التي تتكشف لها بناء على التحقيق الذي تجريه.

وأكد أن القيادة السعودية تعرضت في بداية الأزمة للخداع والتضليل من قبل المخابرات السعودية ومنفذي الجريمة، كما رفض اتهام السعودية بالمماطلة وقال إنها تسعى إلى إجراء تحقيق شفاف، وعلى الجميع أن ينتظر نتائج هذا التحقيق.

واتهم ماهر الجانب التركي بممارسة الابتزاز السياسي، مطالبا الأتراك بالكشف عن جميع الأدلة التي بحوزتهم بدلا من ابتزاز السعودية، كما اتهم الكثير من الجهات بالسعي للزج بولي العهد السعودي في القضية دون دليل، وقال إنه يجب عدم التعويل على تصريحات ترامب لأن الأخير يدلي بتصريحات متناقضة بين الفينة والأخرى.

من جانبه رجح الكاتب في صحيفة "يو.أس. توداي" جيمس روبنز أن يكون الأتراك يمتلكون فعلا أدلة مهمة، ولا يفصحون عنها دفعة واحدة، لأنهم يريدون أن يروا السعودييين وهم يتخبطون ويرتكبون الأخطاء، بينما يعوّل السعوديون -حسب رأيه- على الوقت كوسيلة لنسيان القضية من قبل الرأي العام.

خيارات تركيا
وفيما يتعلق بخيارات تركيا إذا واصلت الرياض مماطلتها، عبّر باكير عن اعتقاده بأن السعوديين ربما يحاولون إيجاد الشخص الذي يقدمونه للأتراك على أنه من أصدر الأمر بقتل خاشقجي، وهنا قال باكير إن الأتراك سيفحصون الأدلة التي بحوزتهم ومدى انسجامها مع الرواية السعودية، وإنهم لن يرضوا إلا بالحقيقة.

ولم يستبعد باكير أن تلجأ تركيا في نهاية المطاف إلى مشاركة الأدلة التي بحوزتها مع الحكومات الغربية، لفرض عقوبات على الرياض إذا أصرت الأخيرة على مواصلة عدم التعاون.

وفيما يتعلق بالموقف الأميركي قال روبنز إن البيت الأبيض يتجنب في المرحلة الراهنة التدخل العلني في القضية، لأنها ليست قضية أميركية بالدرجة الأولى، بل هي من وجهة نظره قضية تركية-سعودية، وقال إن ترامب ينتظر آخر النتائج ليقول رأيه النهائي.

المصدر: الجزيرة