ما وراء الخبر

ترامب يلمّح لتورط ابن سلمان باغتيال خاشقجي.. كيف سترد واشنطن؟

بحثت هذه الحلقة من برنامج “ما وراء الخبر” حدودَ رد الفعل الأميركي على التورط السعودي في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، كما ناقشت تفاعل الرياض مع الموقف الأميركي من هذه القضية.

قُتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بوحشية لكن قضيته لم تمت. ورغم أن المشتبه فيه هو النظام السعودي الذي راهن عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنعاش اقتصاد دولته؛ فإن هذا لم يمنعه من رفع حدة تصريحاته بشأن قضية خاشقجي التي بدأت تتصاعد.

فقد لمّح ترامب إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان يعلم بالمؤامرة على الأقل. وبما أنه هو من يدير الأمور في السعودية خلال هذه المرحلة؛ فإذا كان هناك أحد ضالع في مقتل خاشقجي فسيكون هو ابن سلمان، وفق تعبير ترامب الذي وصف محاولة الرياض التستر على الجريمة بأنها الأسوأ على الإطلاق.

حلقة (24/10/2018) من برنامج "ما وراء الخبر" بحثت حدود رد الفعل الأميركي على التورط السعودي في مقتل الصحفي خاشقجي، في ظل حرص ترامب على إنعاش اقتصاد بلاده بمبيعات الأسلحة للسعودية، كما ناقشت تفاعل الرياض مع الموقف الأميركي من تلك القضية.

من وجهة نظره؛ قال كبير المعلقين والكاتب في صحيفة "يو أس أي توداي" (USA TODAY) وكبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية جيمس روبنز، إن ردّ الفعل الأميركي أصبح يبتعد عن دعم السعودية ويقترب من التشكيك فيها.

وأشار إلى أن ما جعل ترامب ينتقل من روايته الأولى عن "القتلة المارقين" إلى اتهام ابن سلمان شخصيا هو توصله لمعلومات مثبتة تفيد بتورط ولي العهد في قضية خاشقجي، ويعتقد جيمس أن هناك معلومات أخرى جمعتها الاستخبارات الأميركية ولم تعلنها.

بين القيم والمصالح
وأضاف روبنز أن تصريحات الرئيس ترامب تدل على أن الولايات المتحدة لن تدعم بشكل أعمى السعودية أو تتركها تؤثر على القيم الأميركية، "فالجريمة هزت ضمائر الأميركيين، وبالتالي يجب انتظار ما سيقوله الكونغرس بشأن فرضه عقوبات على السعودية".

ورأى أنه من الصعب جدا تخمين ما سيقوم به الرئيس إن ثبت تورط ابن سلمان، معتبرا أن ما سيقوم به هو طلب كشف الحقيقة كاملة لا أكثر، وعلى الرياض أن تتصرف "لأن الولايات المتحدة لا تريد أن تكون ضالعة في السياسات الداخلية للسعودية".

إعلان

أما أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية وكبير الباحثين بمعهد السلام الأميركي سابقا حسن البراري، فقد شدد على أن الولايات المتحدة تتدخل في السياسات الداخلية للسعودية كما يوضح التاريخ.

واعتبر أن ولي العهد -في محاولته الوصول إلى السلطة- كان يسترضي الطرف الأميركي ويشتري الشرعية منه أيضا، "فإن رُفع عنه هذا الغطاء فإنه لن يستطيع أن يقود السعودية بالشكل الذي أراده".

وأضاف البراري أن الرئيس ترامب بدأ يشعر بأن دفاعه عن ابن سلمان لم يعد مجديا في ظل الضغط الأميركي وتشدد الكونغرس في موقفه من أن إدارة ترامب ينبغي لها أن تعلي القيم الأميركية على المصالح الاقتصادية، مستنتجا أن ترامب بدأ يفقد الأمل في تصديق ولي العهد ومجاراة رواياته المتناقضة.

المصدر: الجزيرة